شرح الكلام الاخر، قوله: انا لكم وزيرا، نصب على الحال.
قال الامام الوبرى: يحتمل ان استعفى عن الامامه على وجه التواضع.
و قال غيره لما عرف علامات الخلاف و استنكار بعض القوم له، جازان يعدل الامه الى غيره، و يكون معذورا فى استعفائه.
و قال قوم: قال ذلك على معنى التهديد.
قوله: حوازب الخطوب، يقال حزبه امر، اى اصابه، يقال: بليه حازبه، و بلايا حوازب، و الحزب الورد و الطايفه، و الحوازب الطوايف و الاوراد.
و الحازب مانابك من الشغل.
(قوله:) و لا عن فتنه، و لم يكن ليجرو عليها احد غيرى، اراد به مقابله اهل الصلوه، و كان على، عليه السلام، اول من قاتل اهل البغى، فصار قدوه فى هذا الباب.
قوله: سلونى قبل ان تفقدونى، هذا من جمله الغيب الذى سمعه اميرالمومنين، عليه السلام، عن رسول الله، صلى الله عليه و سلم، و كانت معجزات (94 پ) النبى، صلى الله عليه و آله، من هذا الباب كثيره.
فانه قال لعمار، رحمه الله: تقتلك الفئه الباغيه، و آخر زادك من الدنيا ضياح من لبن.
و قال عليه السلام، لابى ذر، رحمه الله: هو يمشى وحده و يعيش وحده و يموت وحده.
و قال لمقداد بن الاسود، رحمه الله: انك تتسور بسور كسرى.
و قال زويت لى الارض فاريت مشارقها و مغاربها، و سيبلغ ملك امتى ما زوى لى منها.
و بيان مفصلات ما فى هذه الخطبه ما ذكره اميرالمومنين، عليه السلام، فى الخطبه الموسومه بالقاصعه.
قوله: لا طرق كثير من السائلين و فشل كثير من المسئولين، قيل: معناه ما اختص من الحوادث فى حقه اختص بالجواب عنه و العلم به.
و لا ميرالمومنين، عليه السلام، خطبه منسوبه اليه فيها ذكر الملاحم.
قوله ينكرن مقبلات و يعرفن مدبرات، قيل: معناه انه الفتنه، عند ظهورها يشتبه على الناس سببها، و قد يشتبه على الناس حكمه الله، تعالى، فى اظهارها، حتى اذا اشرفت على الانقضاء يتبين ما سببها، و يظهر عند العقلاء حكمه الله، تعالى، فيها.
و ربما يتاخر ذلك الى وقت انقضادها.
فمعرفه الله احوالها بعد انقضائها اسهل و اقرب من حال اقبالها و قيامها.