قوله من خطبه (له) فى الملاحم: يعطف الهوى على الهدى، اذا عطفوا الهدى على الهوى، عطف عليه، اذا اشفق، و عطف عليه، اذا كر.
قال ابووجزه: العاطفون تحين ما من عاطف و المطعمون زمان اين المطعم و هذه استعاره مليحه عن اخلاق ابناء آخر الزمان، فانهم لا يدخلون بيت المطلب من بابه، و يغرهم الشيطن.
فاذا هموا بنصره الهدى، فقد نصروا الهوى، و اتبعوا اهوائهم، لا يميزون بين اتباع الهدى و الهوى، و كذا فى الراى و القرآن فهم فى اختلاط.
قوله: الا و فى غد و سياتى غد، الى آخر الفصل، مقتبس من قول الله، تعالى: و لقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادى الصالحون، و من قوله تعالى: و نريد ان نمن على الذين استضعفوا فى الارض و نجعلهم ائمه و نجعلهم الوارثين، و من قوله، تعالى: و لنمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم، و لنبدلنهم من بعد خوفهم امنا، يعبدوننى.
و قوله ياخذ الوالى من غيرها عما لها، الهاء عايده (112 پ) الى قريش، اى يكون العمال من غير قريش، و ان كانوا ولاه عمالا على قريش.
و يجوز ان يكون المراد بقوله: من غيرها عما لها، اى من غير بلده مخصوصه كالكوفه و البصره، فيكون الامام العادل من غيرها، فيقهر عمال تلك البلده كما يقهر سائر الولاه.
و هذا اشاره الى وصف اهل بلده مخصوصه.
قوله: فيريكم كيف عدل السيره و يحيى ميت الكتاب و السنه، هذا وصف لعدل ذلك الوالى، و انه يرد الامور الى اصولها، و ينفى البدع و الضلالات، و يكون قبل قيام الساعه للاسلام قوه و اريه الزناد شامخه الاطواد.
قوله: كانى به قد نعق بالشام، عنى به المختار بن ابى عبيد، و قيل عنى به الحجاج بن يوسف، لانه كان بالشام ملازما حضره عبدالملك بن مروان و ما انتقل المختار قط الى الشام، و الحجاج هو الذى انتقل من الشام الى مكه، و قيل عبدالله ابن الزبير، ثم عاد الى الشام ثم فوض اليه عبدالملك اماره الكوفه.
قوله: نعق بالشام، نعق الراعى بغنمه ينعق بالكسر نعيقا و نعاقا، اى صاح بها و زجرها.
قوله: فحص براياته، اى قلبها، من قولهم فحص المطر التراب.
قوله: ضواحى كوفان، ضاحيه كل شى ء ناحيته البارزه.
و يقال لهم ينزلون الضواحى.
الكوفه الرمله الحمرا، و بها سميت الكوفه.
و كوفان ايضا اسم الكوفه.
ماخوذ من قول العرب تركهم فى كوفان، اى فى غناء و مشقه و دورات، اى مستدير و الكوفه منبع الخلاف، و العناء و المشقه، لذلك يقال لها كوفان.
قوله: عطف الضروس، ناقه ضروس يعض حالبها.
و اذا كانت كذلك، حامت على ولدها.
قال بشر (بن ابى حازم): عطفنا لهم.
عطف الضروس من الملا بشهباء لا يمشى الضراء رقيبها قوله: قد فغرت (113 ر) فاغرته اى علت كلمته، من قولهم: افغر النجم اى الثريا، اذا بلغ وسط السماء، و من نظر اليه فغرفاه.
و قيل: فغرت فاغرته، الفاغره نوع من الطيب، اى تفتحت زهراته.
قوله: و ثقلت وطاته، الوطاه موضع القدم، و هى ايضا كالضغطه.
و فى الحديث: اللهم اشدد وطاتك على مضر.
و (ثقلت وطاته كنايه عمن يكون الناس منه فى تعب و مشقه و عناء.
هذا اخبار عن كثره القتل و سفك الدماء.
فمن قتل منهم، فحسابه على الله، تعالى، و من نفى، ذهب و سار فى الارض.
و تلك نوع من العقوبه الدنياويه لاهل الكوفه.
لانهم آذوا على اميرالمومنين و خالفوه فى امر الحكمين وضيعوا بعده اولاده.
فسلط الله عليهم اولا المختار بن ابى عبيده الثقفى، حتى قتل منهم من كان فى عسكر شمر بن ذى الجوشن، و من حضر محاربه الحسين، عليه السلام.
ثم بعد ذلك سلط الله عليهم مصعب بن زبير، حتى قتل المختار الثقفى، و قتل منهم فى يوم واحد سبعين الفا، ثم سلط الله عليهم بعد ذلك الحجاج بن يوسف، حتى اهلك و افنى اكثرهم، و خرب الكوفه.
قوله: حتى يووب الى العرب عوازب احلامهم، اى الى اهل الكوفه و من حولها من الاعراب ما غاب عنهم من الراى، الصائب فى باب الاحتياط و التقوى و اتباع الائمه و العلماء.
قوله: اعلموا ان الشيطن انما يسنى لكم طرقه، لتتبعوا عقبه، و معناه اى فتحه، و سهله، قال الشاعر: اذ الله سنى عقد شى ء تيسرا، اى سهل.
يسنى يفتح و يس هل.
و فى ذلك سر من اسرار الاحتراز عن الشيطن.
و هو ماخوذ من قول الله، تعالى: انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير.