شرح نهج البلاغه

علی بن زید بیهقی فرید خراسانی

نسخه متنی -صفحه : 365/ 164
نمايش فراداده

خطبه 142-درباره نيكى به نااهل

قوله: فليصل به القرابه، يعنى ينفق على اقاربه الفقراء او يهدى الى الاغنياء منهم.

قوله: و ليحسن منهم الضيافه، الضيافه مروه يستحسنها العقل و الدين.

و اول من سن الضيافه ابراهيم النبى، عليه السلام، حيث قال الله تعالى: هل اتيك حديث ضيف ابراهيم المكرمين.

فمن اتبع مله ابراهيم، احسن الضيافه.

و قد بقيت سنه ضيافه ابراهيم، عليه السلام، عند قبره الى يومنا هذا.

و من شرايط الضيافه ان لا يدعو المضيف الا اهل الصلاح و الورع و الفقراء، لقول النبى، عليه السلام، شر الولائم ما يكون فيها الفقير محروما.

و لا ينوى فى الضيافه التفاخر و الصلف.

و من آداب الضيف ان (115 ر) لا يترفع عن ضيافه الفقراء، لقول النبى، عليه السلام، لو دعيت الى كراع، لاجبت.

و مر الحسن بن على، عليهما السلام، بفقراء ياكلون خبزا متكرجا، فقالوا له: يابن رسول الله هل لك ا (ن) توافقنا، فنزل الحسن، عليه السلام، عن دابته و رافقهم.

فلما فرغ الحسن، قال لهم اجيبونى غدا و احضروا دارى، فاجابوه و حضر و اداره.

فيا لهم اطعمه لذيذه و احسن ضيافتهم.

و من شرايط الضيف ان يفطر طلبا لرضى المضيف، فان رسول الله، صلى الله عليه و آله و سلم، امر بذلك.

و جميع ذلك مقبتس من قول الل ه، تعالى: و لذى القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل، الى آخر الايه.

قوله و ليصبر نفسه على الحقوق، يعنى من كان له عندك حق من الحقوق، فاد حقه بمالك، و ادفع النوائب عنك و عن اصدقائك و اخوانك فى الدين بمالك ابتغاء الثواب و رضى الله، تعالى، كما قال الله، تعالى: و ما لاحد عنده من نعمه تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى، لسوف يرضى.