قوله: اخرجوا من الدنيا قلوبكم، قبل: ان يخرج منها ابدانكم، يعنى لا تجعلوا همومكم و نياتكم مقصوره على الدنيا، و فارقوا الدنيا بنياتكم و هممكم.
قوله: لله آباوكم، قيل اللام لام العاقبه، كما قيل، للموت يغذو الوالدات سخالها، يعنى عاقبه ايامكم كانت المصير الى الله.
و قيل: اللام لام الاختصاص، كما يقال: لزيد اخ، اى اختص بالله آباوكم، هذا كما يقال: لله انت.
و هذه كلمه يراد بها مدح المخاطب و تفضيله.
و معنى تفضيله تخصيصه بالاضافه الى الله، و ان كان غيره لله، كما يقال: بيت الله، ناقه الله، لانه لا مدح وراء التخصيص بالله.
(152 پ) (قوله:) قدموا بعضا يكن لكم، يعنى ما قال النبى، عليه السلام: ليس لك من مالك الا ما اكلت فافنيت، او تصدقت به فابقيت.
و انما قال: قدموا بعضا لان حرمان الورثه ايضا لا يجوز.
و قال: و لا تخلفوا كلا، لان ترك الصدقات و الزكوات و الوصايا ايضا لا يجوز، فما تصدق به فله.
و الوصيه من الثلث تصح، و ما خلفه ان خلف الكل بلا وصيه فعليه.
قوله: مفظعات الامور، فظع الامر بالضم فظاعه فهو فظيع اى شديد شنيع جاوز المقدار.
و كذلك افظع الامر فهو مفظع.
مضلعات المحذور، اى مثقلات.
يقال مضلع اى حمل مثقل.
و منه قول الاعشى: و حمل لمضلع الاثقال.
الاربعه هاهنا الحاجه.
و قال بعض المفسرين فى قوله، تعالى: غير اولى الاربه من الرجال، اى غير اولى العقل الذين لا يعقلون امرهن.
يقال ارب الرجل، اذ احتاج.
و فى الحديث: كان املككم لاربته، اراد لحاجه، يعنى انه كان غالبا لهواه.
الاسوه القدوه، و الاسوه و الاسوه ما يتاسى به الحزين.