قوله فى رساله له الى مصقله بن هبيره: فيمن اعتامك من اعراب قومك.
اعتميت الشى ء اى اخترته و هو قلب الاعتيام، فاعتماك اى اختارك.
قوله: من كتاب له الى زياد، و قد كان ابن ابى سفيان فى زمن عمر بن الخطاب، فلته من حديث النفس و نزغه من نزعات الشيطن لا يثبت بها نسب و لا سبب: و هو ان جماعه شهدوا على المغيره بن شعبه بالزنا عند عمر بن الخطاب، و فيهم ابوبكره مولى رسول الله، صلى الله عليه و آله.
فلما ادى الشهاده ابوبكره و اشار معه، و انتهى الامر الى زياد، قال له واحد من الصحابه: اياك تفتضح بلسانك واحدا من صحابه رسول الله، صلى الله عليه و آله، فقرر زياد كلاما بليغا و اميرالمومنين على كان جالسا فى زاويه المسجد مع ابى سفين.
فلما عاين اميرالمومين فصاحه زياد، و آنس منه رشدا، قال اميرالمومنين على لابى سفيان، نعم الفتى هذا، لو كان له نسب من قريش.
فقال ابوسفين: ان وضعته فى رحم امه، و قص عليه قصه سكره و سفاحه.
فهذا الذى اشار اليه اميرالمومنين على حيث قال: فلته من حديث النفس و نزعه من نزعات الشيطن، لا يثبت بها نسب.
فنفى ذلك اميرالمومنين، لقول النبى، عليه السلام: الولد للفراش و للعاهر الحجر.
و لا اعتبار (183 ر) بالاجتهاد فى مقابله النص.
فكيف يقول من ليس بمجتهد.
و اما قول زياد: شهد بها و رب الكعبه، فقول باطل، لان شهاده على هى على كلام من ابى سفين ، هو داخل فى نزعات الشيطن و هوى النفس، و قال: لا يثبت، و لا يقوم بذلك نسب.
فكيف يكون هذا الكلام شهاده على اثبات النسب، فكيف يكون رد على، على ابى سفين تحقيقا لهذا النسب.
اما قوله: فلته، يقال كان تلك الامر فلته اى فجاه، اذا لم يكن عن تدبر و لا تردد.
مظنه الشى ء موضعه و مالفه الذى يظن كونه فيه، و الجمع المظان.
قول الشاعر: تحن الى القد، القد انا من الجلد.