قوله: اذا اقبلت الدنيا على احد، اعارته محاسن غيره.
معناه ان من وافقته الدوله، اعتقد الناس فيه الكمال و المحاسن و الفضائل، فينسبون محاسن غيره اليه.
و اذا ادبرت الدوله، اعتقدوا فيه المثالب.
فربما اتى بمحمده و ينسب الى غيره، و لا يظن به الا الادبار.
و قيل: فى قوله (اعارته محاسن غيره) يعنى ان العقلاء و العلماء يتقربون اليه بتنبيهه على عقايل الكلام و محاسن الاعمال، فكان الدوله اعارته محاسن غيره.
قوله: (اعجز الناس) من عجز عن اكتساب الاخوان، و اعجز منه من ضيع من ظفر به منهم.
يجب فى اتخاذ الاخوان ان يراعى فيه اتفاق المطلب، و هو مطلب الاخوه و اتفاق الاخلاق.
فان البخيل يرى بذل السخى اسرافا، و السخى يرى امساك البخيل لوما.
و الشجاع يرى جبن الجبان ضعفا، و الجبان يرى شجاعه الشجاع تهورا.
فيجب فى اتخاذ الاخوان و الاصدقاء اتفاق الاخلاق، حتى تكون الصداقه دائمه لا يزيلها الامور العارضه.