قوله: ما من احد اودع قبلا سرورا، الا و خلق الله من ذلك السرور لطفا.
قال الامام الوبرى: يحتمل هذا وجهين من المعنى: احدهما ان الله (210 ر) تعالى يقدر عند صنع العبد لطفا له ينقذه من المهلكه.
و اراد بالخلق التدبير و الكتابه فى ام الكتاب.
و الثانى (انه) يخلق الله عند احسانه ملكا يدعوا له بالخير و المعونه من الله، تعالى، و يكون ذلك الملك عونا لذلك العبد بامر الله عند المهالك، فيحرسه الله، تعالى، بسببه.
و قال غيره: هذه استعاره، و المراد من اعان اخاه المسلم عند اضطراره، دفع الله عنه البلاء عند اضطراره، و يرزقه من حيث لا يحتسب.
قوله: الوفاء لاهل الغدر غدر عند الله، و الغدر باهل الغدر وفاء عند الله، هذا ماخوذ من قول الله، تعالى: و اما تخافن من قوم خيانه، فانبذ اليهم على سواء، ان الله لا يحب الخائنين.
و ذلك فى يهود بنى قينقاع.
و كان بين رسول الله، صلى الله عليه و آله و سلم، و بينهم عهد، فعزم اليهود على نقض العهد، و اخبر الله، تعالى، رسوله بذلك، و امره بمجازاه نقض عهدهم، و محاربتهم فحاربهم و ازعجهم، كما ذكر فى التفاسير.
قوله فى اغاره اصحاب معاويه على الانبار، حتى اتى النخيله، النخيله موضع على اميال من الكوفه.
قوله: ما تكفوننى انفسكم، يعنى عنادى من عصيانكم اكثر من عنادى من عدوانهم.
و لولا عصيانكم، لما ابتليت بعداونهم.
حيف الوالى على الرعيه حملهم على ما يكرهون من بذل الاموال، و الارواح، بغير الحق.
و حيف الرعيه على الوالى خيانتهم و عصيانهم.
الوزعه، الوازع الذى يتقدم الصف فيصلحه و يقدم و يوخر.
و فى الحديث، و قد شكى اليه، بعض عماله: انا اقيد من وزعه الله، تعالى.
و هو جمع وازع.
قال الحسن: لابد للناس، من وازع اى من سلطان يكفيهم.
و ذكر ابن جرير فى تاريخه ان اميرالمومنين، عليه السلام، خيم بالنخيله و خرج بالناس.
فلما امسوا، انصرف الناس الى بيوتهم، و بقى اميرالمومنين بالنخيله مع اولاده و خواصه، فانصرف اميرالمومنين ضروره الى الكوفه.