قوله: غير ان من نصره لا يستطيع ان يقول خذله من انا خير منه، و من خذله لا يستطيع ان يقول نصره من هو خير منى، اى ليس لمن خذله ان يتلهف على خذلانه، و لا لمن نصره فخر بنصرته، يعنى بقوله: من انا خير منه.
و المراد بذلك ان من نصره مثل مروان ليس له ان يقول خذله طلحه و الزبير، و انا خير منهما.
لان النبى، عليه السلام، قال لطلحه: و جببت لك الجنه، و قد طرد مروان بن الحكم.
فما حصلت فضيله لمروان بسبب نصرته، و ليس لطلحه ان يفضل مروان على نفسه بسبب انه نصر عثمان و ان طلحه خذله.
قال الامام الجليل الوبرى، رحمه الله: معناه من انتصب لانتصار عثمان بعد قتله، لا يمكنه ان يقول ان عليا خذل عثمان، فلم ينصره و نحن نصرناه، فنحن خير من على.
و ذلك ان عليا ما خذل عثمان، و رمى الى داره منديله، و نادى بصوته، قال ذلك ليعلم: انى لم اخنه بالغيب، و عرض على على عثمان نصرته و دفاعه، فابى عثمان القتال بسبب الدفاع عنه.
و قال عثمان: لان اقتل قبل سفك الدماء احب الى من ان اقتل بعد سفك الدماء، و قال لغلمانه: من وضع سلاحه منكم، و لم يقاتل، فهو حر لوجه الله.
و (من خذله) معناه عند الامام الوبرى ان من يخذل عثمان، و لم يهتم بشانه، لا يمكنه ان ي قول نصره على، فلكونه ناصرا هو خير من خاذله، لان عليا لم يسل السيف بسبب الدفاع لان عثمان لم يستنصره، و لم يقبل نصرته.
قوله: استاثر فاساء الاثره، قال الامام الوبرى، يعنى فوض الاعمال الى بعض قرابته صله للرحم، و ان بعض اقاربه ما دعى حق هذا العمل، و لم ينصف.
و قوله: و جزعتم فاساتم الجزع، لان الغاغه استدركوا ذلك و غيره من الامور، و خاطبوا بها عثمان، و اعتذر عثمان بعذر ظاهر، فقتلوه بسبب ذلك.
و هذا جزع اخبر عنه بقوله: و جزعتم فاسائتم الجزع.
و قد اجتمعت الامه باسرها على انه ليس للرعيه قتل من هو امام و خليفه (62 ر) عندهم.