شرح الخطبه الاخرى، قوه: الشبهه ما يشبه الحق من وجه، و الباطل من وجه آخر.
قوله عليه السلام: اما اوليائالله فضياوهم فيها اليقين، لان العالم بالحق اذا وردت عليه شبهه يصرفه علمه بالحق عن حسن ظنه بالشبهه، فيقف عندها، و لا يعتقد فيها الحق.
فان كان من اهل الجمله، كفاه ذلك ان لم يعلم حلها، و ان كان من اهل التفصيل فانه يهتدى الى حلها عن قريب لشكه فيها.
و اول مراتب العلم الشك.
فاما الضال المبطل، فجهله يدعوه الى حسن الظن بالشبهه.
فاول ما يتخيل له الشبهه يعتقدها دلاله و حقا، و يزداد بعدا عن الحق، كلما ازداد نظرا فى الشبهه لجهله فى ابتداء الحق.
و قال قوم ضيائهم فيها اليقين، اى يعن لاولياء الله خلسات من اطلاع نور اليقين عليهم، لذيذه كانها بروق تتفق.
قوله: ما ينجو من الموت من خافه، يعنى الامور لست بتمنى الانسان و لا بتشهيه و لا بنفاره، (و) الموت نازل، و لا يخاف العاقل من امر لابد من نزوله، و البقاء فى الدنيا مستحيل و العاقل لا يعتقد المحال ممكنا.