قوله: المستخلف لا يكون مستصحبا، اشاره الى ان الله، تعالى، منزه عن المكان و يحيطه (حفظه) و كلائته لعباده فى السفر و الحضر اذا توكلوا عليه.
شرح الكلام الاخر، قوله: كانى بك بالكوفه، اخبار عن الغيب، و قد سمعه عن رسول الله، صلى الله عليه و آله و سلم، عند قوم.
و عند من جوز كرامات الاولياء عد ذلك من (ا) فضل الكرامات.
قوله: اديم عكاظ، عكاظ سوق للعرب بناحيه مكه، كانوا يجتمعون بها فى كل سنه، فيقيمون شهرا، و يتبايعون و يتناشدون شعرا، و يتفاخرون.
قال ابوذويب: اذا بنى القباب على عكاظ و قام البيع و اجتمع الالوف اى بعكاظ، فلما جاء الاسلام هدم ذلك.
و منه يومى عكاظ.
و قد ذكرتهما فى مجامع الامثال.
و اديم عكاظى (67 پ)، منسوب اليها.
قوله: مد الاديم العكاظى، يعنى تجزز الكوفه ثم تخرب، كما يمد الاديم للجز و القد و القطع.
و تعركين بالنوازل.
اكثر البلاء الذى وقع فى الاسلام كان مبداه من الكوفه.
قوله ما اراد بك جبار سواء الا ابتلاه الله بشاغل و رماه بقاتل.
هذا من جمله الغيوب التى اخبر النبى اميرالمومنين بذلك.
و عند قوم ذلك اعجاز النبى، عليه السلام.
و عند من جوز كرامات الاولياء من كرامات اميرالمومنين.
اما الجبار الاول الذى ابتلاه الله بشاغل فهو زياد.
و قد جمع الناس فى المسجد ليلعن عليا، عليه السلام، فخرج الحاجب، و قال انصرفوا، فان الامير مشغول.
و قد اصاب ه الفلج فى هذه الساعه.
و ابنه عبيدالله بن زياد، و قد اصابه الجذام، و عبدالله بن مطيع، و قد اهتر، و الحجاج بن يوسف و قد تولدت الحيات فى بطنه، حتى هلك.
و اما عمر بن هبيره و ابنه يوسف، فقد اصابهما البرص.
و خالد القسرى، و قد حبس و طولب، حتى مات جوعا.
و اما الجبار الاول الذى رماه الله بقاتل فعبيدالله بن زياد قتل، و مصعب بن الزبير قتل، و المختار الثقفى قتل، و يزيد بن المهلب قتل على اسوحال، و ابوالسرايا، و غيرهم.