و لم يرو ان هذا الكتاب الى اى عامل.
فاما ما بعده فقد روى: انه الى عبدالله بن العباس، فان عليا عليه السلام كان ولاه على البصره، فاخذ مالا كثيرا و خرج الى المدينه نحو بيته، و كتب الى على عليه السلام: ان اجعلنى فى حل من كذا فان عيالى كثير و تغرم من مالك.
و يمكن ان يكون هذا العامل: عبيدالله بن العباس، فنحو ذلك بهذا اليق.
و الاحتياج يعم جميع الناس، و لا يوحشنك خشونه الكلام، فان الكلام مع الاقرباء فى (مثل) هذا الموضع اغلظ.
و قوله اشركت فى امانتى اى جعلتك شريكا لنفسى فيما جعلنى الله امينا فيه.
و الشعار: ما و لى الجسد من الثياب.
و قوله و جعلتك شعارى و بطانتى اى جعلتك من خواصى بمكان الشعار من الثياب مع الجسد.
و بطانه الثوب: خلاف ظهارته، و بطانه الرجل و ليجته، و ابطنت الرجل: اذا جعلته من خواصك.
و المواساه تكون المعاونه بالمال و الموازره بالبدن.
و الاوثق: الاشد به وثوقا.
و كلب الزمان: اشتد، يقال كلب الشتاء اذا صار برده شديدا.
و حرب العدو: اى اشتد غضبه، و منه اسد حرب: اى شديد الغضب (و حربته: اغضبته).
و خزيت الامانه: هانت و ذلت.
و فتكت هذه الامه: اى قتلت على غفله.
و شغرت: اى ابعدت فى الفساد و لم يدعوا جهدا فيه بل رفعوا فى ذلك.
و شغر البلد: خلا.
و شغرت القوم: اخرجتهم.
و المراد به هو الثانى ههنا ليطابق قوله: فتكت.
و قوله قلبت لابن عمك ظهر المجن هذا مثل يضرب لمن يصير حربا بعد كونه سلما.
و المجن: الترس، و من كان ناصرا لك عند لقاء العدو فبطن ترسه اليك فاذا تغير عليك و صار مع عدوك فقد جعل اليك ظهر ترسه.
و هذا جواب قوله فلما رايت الزمان على ابن عمك قد كلب و ذكره قرابته و بنات عمه مرتين و ثلاثا تواضعا و وضعا لقدر نفسه لعظمه الله، و لم يقل: فلما رايت الزمان على كلب قلبت لى ظهر المجن مراقبه لجانبه و حثا له على الوفاء و انه عليه السلام مشفق عليه اكثر من شفقته على الاجنبى.
و غرتهم: اى غفلتهم.
و فيئهم: اى غنيمتهم التى فائت و رجعت اليهم.
و ذكرنا ان آسيت افصح من واسيت، و معناه ساعدت.
و الشده: الحمله و العدوه.
و اختطفت: اى استلبت لخاصه نفسك من اموالهم المصونه لاراملهم، اى المال الذى امر الله ان يصال لاجل المراه الارمله التى لا زوج لها.
اختطاف الذئب الازل داميه المعزى الكسيره: اى كما يختطف ذئب جلد شاه مجروحه فهو عليها اجرا.
و الازل: الخفيف الوركين.
و الاختطاف: الاستلاب.
و المعزى و المعز من الغنم خلاف الضان، و كلاهما اسم جنس، ا لواحد ماعز.
و الكسيره: المكسوره، و هى صفه الداسمه، و هى الشاه التى تدمى بعد ان جرحت و ان لم يسل الدم.
فحملته الى الحجاز رحيب الصدر: اى اخذت مال الضعفاء و لا يضيق صدرك بذلك.
غير متاثم: اى لا ترى فى ذلك اثما.
و قوله كانك لا ابا لغيرك كلام الوالد المشق، فخلط اللين بالخشونه.
و حدرت متعد، و هو افصح من احدرت، اى ارسلت جميع ذلك الى اسفل.
و ترائك مفعوله، اى كنت فارغ القلب كانك ادخلت على اهلك ميراثا اصبته حلالا من قريب لا كراهه فيه.
ثم تعجب و سبح الله كما يفعل المتعجب، و قال: ان من كان له الايمان بالمرجع الى القيامه و خاف مناقشه الحساب لا يفعل مثل ذلك.
و النقاش: الاستقصاء فى الحساب.
ثم بالغ عليه السلام فى توبيخه و تهديده، ثم مهد عذرا و قال: لو ان الحسن و الحسين فعلا مثل ذلك ما كانت هواده، اى مصالحه و ممائله عندى لهما حتى ازيح الباطل من مظلمتهما، اى ابعده و اذهبه.
و المظلمه مصدر ظلمه يظلمه ظلما، و هو ايضا اسم لما تطلبه عند الظالم مما اخذه منك.
ثم حلف بان ذلك المال لو كان من امواله لما تركه ميراثا للورثه بل انفقه فى سبيل الله.
يدعوه بذلك: اى رده على الفقراء.
و قوله فضح رويدا كنايه عن ترك المعاجله و الامر بالسكينه، قال زيد الخيل الطائى: فلو ان نصرا اصلحت ذات بينها لضحت رويدا عن مطالبها عمرو و نصر و عمرو ابنا قعين، و هما بطنان من بنى اسد.
و قوله يتمنى المضيع فيه الرجعه اشاره الى قوله رب ارجعونى لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا.
و ناص عن قرنه: اى فر.
و قوله: ولات حين مناص اى ليس وقت تاخر و فرار، و المناص: الملجا و المفر ايضا.