المخبو: المستور، يقال: خبات الشى ء خبوئا، و معناه ان الرجل اذا تكلم يظهر كونه فصيحا او مقمحا و عالما او جاهلا و خبرا و شريرا، و ان لم ينطق كان جميع ذلك مستورا على غيره، و لذلك قال: تقديره حال المرء مخبو تحت لسانه فحذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه.
و قوله هلك امرء لم يعرف قدره لفظه الخبر و معناه الامر، اى اعرف قدرك لا تهلك، لان من لم يعرف كونه عبدا ذليلا لله العزيز و هو قدره لا يمكنه طاعته و عبادته فيهلك، و كذلك من عرف فيما بين الناس محله و لم يتجاوز مقداره امن بوائقهم.
ثم ذكر نيفا و عشرين موعظه كل واحده منها يشتمل على معنى و على مختلفه او متضاده و الفاظهما منعكسه.
و قوله يرجى التوبه اى يوخرها بسبب طول الامل، و يقال: ارجات الامر اى اخرته، قال تعالى ترجى من تشاء و يروى و يزجى التوبه اى يدافعها، يقال: زجيت الشى تزجيه اذا دفعته برفق، و يقال: كيف تزجى الايام اى كيف تدافعها.
و قوله يقول فى الدنيا بقول الزاهدين اى يتزيا فى المقال بقول الزهاد فى الدنيا، و فى الاعمال يفعل من يرغب فى الدنيا، و يقال قال فلان كذا اى تكلم به و قال بكذا اذا كان ذلك اعتقاده فى القول سواء نطق به ام لا.
و قوله ان اعطى منها اى ان اعطى الكثير من الدنيا لم يشبع منها، و ان منع الكثير منها و لا ياتى ان لا يفعل.
و لا يعمل عملهم: اى مثل عملهم.
و لاهيا: اى ساهيا غافلا.
و يعجب نفسه: اى يكون له العجب عند العافيه.
و قنط يقنط اى يئس.
و دعا مضطرا اى دعا الله اضطرارا اون ناله رخاء اعرض اى و ان اصابته سعه اعرض عن دعاء الله.
و المضطر و المعتر كلاهما مفعول، و قد اضطر الى الشى ء اى الجى ء اليه، و يجوز ان يكون قوله مضطرا مصدرا.
و البطر: شده المدح و النشاط، يقال: بطر بطرا.
و فتن فهو مفتون: اذا اصابته فتنه فذهب عق له.
و وهن: اى ضعف.
و اسلف المعصيه: اى قدمها.
و سوف: اى اخر قائلا سوف.
و ان عرته: اى اعترضته.
و انفرج: اى انكشف.
و ذاهب عن شرائط المله: اى عن احكام الشريعه.
و قوله فهو بالقول مدل اى واثق، يعنى اذا امر بالصلاه و الزكاه و الصوم و الحج يقول: افعل ذلك، و جميع وثوقه انما يكون بالقول.
و يكون مقلا: اى فقيرا من العمل، و معناه لا يوفى بما يعد.
ينافس فيما يفنى: اى يحاسد الناس فى مال الدنيا، يقال: نافست فى الشى ء منافسه اذا رغبت فيه على وجه المباراه فى الكرم.
و يسامح فيما يبقى: اى يساهل فى طلب نعمه الاخره التى هى باقيه.
يرى الغنم مغرما: اى يرى الغنيمه التى هى الزكاه و نحوها غرامه، و يرون منع الزكاه و الاخماس الذى هو الغرم و الهلاك اللازم غنيمه عاجله.
يخشى الموت: اى يخاف نزوله.
و لا يبادر الفوت: اى لا يسارع الى الطاعات قبل فوتها.
و يستعظم: اى يجد عظيما.
و يستقل: يجد قليلا و حقره و استحقره يحقره و يستحقره: اى يستصغره، و كلاهما روى: و حقره يحقره اى صغره.
و روى ايضا (و لنفسه مداهن) اى غاش، يقال: داهنت اى غششت، و قال قوم داهنت بمعنى و اريت، قال تعالى (ودوا لو تدهن) فيدهنون و المداهنه كالمصانعه.
و روى اللهومع الاغنياء.
و يستو فى مفعوله محذوف اى يستوفى حق نفسه.
و لا يوفى مفعوله ايضا محذوف، اى لا يوفى حق الغير.
و قوله و يخشى الخلق فى غير ربه تقديره اى يخشى ايذاء الخلق، فحذف المضاف، لا يوذيهم اذا كان لهم رئيس و له مثابه و منزله، بل يبقى ايذاوهم فى مراقبه جانبه و حفظ حقه، و هو غير الله، و لا يخاف عقاب الله فى حق خلقه بل يظلمهم.
و الناجع: النافع.