ارذل الله العبد و استرذله، اى: وجده رذلا، و هو الخسيس الدنى، و نحوه قول النبى صلى الله عليه و آله: ما استرذل الله عبدا الا خطر عليه العلم و الادب.
الفصل الاول فى ادب ابن المقفع منسوب الى الحسن بن على عليهما، السلام و يوجد فى كتب العامه ذلك الكلام قد نسبوه الى الحسن عليه السلام لذلك، و تلك بضع عشره خصله من محاسن الاخلاق واحده منها تزين من فيها و تنجى من عليها و هو مومن.
فقال عليه السلام: كنت استعظم هذا الصديق لاستصغار الدنيا، و لم يكن لبطنه ملكه عليه، و ذكر لهذا علامتين، و كان يكثر السكوت الا عن الخير مع كرنه منطقيا.
و بذا القائلين اى غلبهم و سبقهم.
و نقع الماء العطش، اى: سكنه.
و الغليل و الغله: العطش.
و قوله نقع غليل السائلين استعاره عن انه اذا ساله سائل عن علم او مشكل فيه يبين له الجواب و يدله على الصواب.
ثم قال: و كان يكثر الصيام و القيام حتى صار ضعيفا فى بدنه و لم يكن تتغلب على المومنين حتى عدوه ضعيفا يقال: استضعفه اى عده و وجده ضعيفا لتواضعه و ان كان قويا.
و قال ابن السكيت: التضعف كثره العيال.
قوله فان جاء الجد اى: ان كان وقت المحاربه مع اعداء الدين فهو على قوه الاسد و هيئه الافعى، و هذا مقتبس من الايتين اللتين نزلتا فيه و فى الائمه من اولاده عليهم السلام اذله على المومنين اعزه على الكافرين (اشداء على الكفار رحماء بينهم).
و اليث: الاس د الوثاب، و وصفه بالغادى لانه اذا غدا كان جائعا فصولته اشد.
و روى: عاد بالعين غير المعجمه اسم فاعل من العدوان و هو اشد الظلم و تجاوز الحد فى التعدى.
و يقال للرجل اذا كان داهيا منكرا: انه اصل الاصلال اى حيه من الحيات و اصل الصل الحيه التى لا تنفع منها الرقيه، ثم يشبه الشجاع المهيب به، و اذا اضيف الى الوادى اوالى الصفا فيقال: صل الصفا و صل واد كان اخبث مثل الافعى المنكره.
و الجد: الحقيقه، و هو ضد الهزل، و الاجتهاد فى الامر ايضا، و شبهه بهما لكونه غالبا على العدو مره بالسنان و اخرى باللسان.
و لا يدلى بحجه اى: لا يحتج ببينه الا فى موضعها حيث تنفع و هو ان ياتى قاضيا، يقال: ادلى الدلو اى: ارسلها فى البئر و ادلى بحجته: احتج بها و ادلى برحمه: مت بها و ادلى بماله الى الحاكم دفعه اليه، قال تعالى (و تدلوا بها الى الحكام) يعنى: الرشوه.
و روى لا يلوم احدا على ما لا يجد العذر فيه و معنى الثبات، كما فى الروايه الصحيحه، و هو على ما يجد العذر فى اظهر و روايه النفى فى معناها دقيقه لطيفه، و كلاهما حسن.
و بدهه فجاه و اتاه غفله، و بدهه امر استقبله على البديهه و نظر ايهما اقرب.
و الجمله الاسميه مفعول نظر، و لا ينصب ايهما لان ما ق بل الاستفهام لا يعمل فى لفظه، لان الاستفهام له صدر الكلام.
و تنافسوا فيها ارغبوا فيها، فان لم تستطيعوها اى فان لم تجدوا الاستطاعه عليها، و هى القوه يعنى: ان لم تقدروا على التخلق بجميع هذه الخلاق الحميده فتعودوا ببعضها.