ثم قال (اللهم ياداحى المدحوات) اى باسط الارضين المبسوطات.
والدحو: البسط.
و داعم المسموكات: اى حافظ هذه السماوات المرفوعات، يقال (دعمت الشى ء دعما) اذا جعلت له دعامه.
و سمك الله السماء: اى رفعها، و هذا ايماء بقوله تعالى (بغير عمد ترونها) و خلق الله الارض ربوه ثم بسطها.
والمسموكات: السماوات، و كل شى ء رفعته فقد سمكته.
و روى (و جبر القلوب على فطراتها) من الجبر الذى هو ضد الكسر، اى اثبتها و اقامها على مافطرها عليه من معرفته.
و يجوز ان يكون من (جبره على الامر) بمعنى اجبره عليه، اى الزامها.
و ختم عليه الفطره على وحدانيته و الاعتراف بربوبيته.
والفطرات بكسر الطاء و فتحها تكسير فطره على بناء ادنى الجمع كالسدرات.
و قوله (شقيها و سعيدها) بدل من القلوب.
و جابل القلوب: اى خالقها على فطرتها، الفطره الحاله التى يفطر الله الادمى عليها خاليا عن الاراء و الديانات، فاذا بلغ اختار السعاده بحسن نظره او الشقاوه بسوء نظره، كما قال النبى صلى الله عليه و آله (كل مولود يولد على الفطره) الخبر بتمامه.
و اراد اميرالمومنين عليه السلام ان السعيد و الشقى كليهما مجبولان على الفطره، اى الحاله التى مكنه معها اختيار فعل الخير و ال شر.
و قوله (الدامغ صولات الا ضاليل) اى المهلك لحملات الضلال، يقال (دمغه دمغا) اى شجه بحيث يبلغ الدماغ فيهلكه.
و (الجيشات) جمع جيشه، من جاش اذا ارتفع.
و (الا باطيل) جمع باطل على غير قياس، والمراد انه قامع مانجم منها.
و (اضطلع به) قوى بحمله، افتعل من الضلاعه.
و قوله (فاضطلع) اى قوى بحمل ما حمله الله من الرساله، و الاضطلاع من الضلاعه و هى القوه.
و (مستوفزا) اى على عجله، والوفز: العجله، واستوفز فى قعدته: اذا قعد غير مطمئن قعودا منتصبا.
و قوله (غير ناكل عن قدم) غير جبان ضعيف عن التقدم، يقال نكل فلان عن العدو: اذا جبرعنه.
و (عن قدم) اى عن تقدم، من قولهم قدم يقدم قدما اى تقدم.
وروى (قدم) بضم الدال، يقال مضى فلان قدما: اى سارولم يعرج.
وروى (لغير نكل فى قدم) ونكل نكلا لغه و نكل نكولا، و القدم التقدم.
و يجوز ان يراد قدم الرجل و يقع نكولها عباره عن التاخر.
و اراد بالقبس نور الحق، والضمير ان فى قوله (باهله و اسبابه) راجعان الى القبس، اى حتى استخرج العلوم لطالبيها من انعم الله عليه و تكاملت عنده آلاوه و وصل اسباب ذلك القبس به وجعله من اهله و المستضيئين بشعاعه.
و هذا على الروايه التى نذكرها من بعد.
و يقال ورى الزنديرى وري ا: اذا خرجت ناره، و اوريته انا.
و القبس: شعله من نار، و قبست منه نارا طلبته، فاقبسنى اى اعطانى.
والخابط: الذى يمشى ضاربا برجله الارض لايتوقى شيئا لسرعه مشيه.
و روى: و هديت به القلوب بعد خوضات الفتن و الائم الى موضحات الاعلام.
(و روى: حتى اورى قبسا لقابس الا الله يصل باهله اسبابه به هدنت القلوب به بعد خوضات الفتن و الائم موضحات الاعلام).
و المصدر فى (خوضات الفتن) مضاف الى المفعول، اى بعد ما خاضت القلوب الفتن اطوارا و كرات.
و (موضحات) تتعلق بهديت، و الاصل هديت الى موضحات، فحذف الجار و اوصل الفعل.
و الشهيد: لشاهد على امته.
و البعيث: المبعوث.
وروى (مفتسحا) و هو موضع الافتساح، اى الاتساع، اى مصدر، وافسح له مفسحا اى وسع له المقام فى ظلك.
و روى و اتمم له نوره و اجزه.
و قوله (مقبول الشهاده) نصب على الحال.