رمی الجمرات فی بحث جدید

ناصر مکارم الشیرازی

نسخه متنی -صفحه : 12/ 2
نمايش فراداده

رمي الجمرات في بحث جديد

إنّ المتاعب العظيمة والمخاطر الجليلة عند رمي الجمرات أدّت في أكثر الأوقات إلى وقوع ضحايا بين الحجّاج الكرام ، ولهذا الأمر أسبابه الكثيرة ، التي منها الفتاوى التي تلزم الحاجّ بأنّ يتيقّن إصابة الاسطوانة نفسها ، وقد فتحت مجلّتنا باباً لمعرفة وجهات نظر فقهائنا العظام حول هذه المسألة .

إدارة المجلّة

* * *

من مشاكل الحجّاج المهمّة مسألة رمي الجمرات ، خاصّة يوم عيد الأضحى ، عندما تتوجّه جموع الحجّاج الغفيرة وتندفع بقوّة وبزحام شديد ، فسبّب هذا ـ خاصّة في السنوات الأخيرة ـ خسائر كبيرة في الأرواح ، فجرح وقُتل حول الجمرات كثيرون ، وطالما أُصيبت الرؤوس والوجوه والعيون!

إنّ جُلّ هذه الخسائر كان منشؤه تصوّر عامّة الناس ـ اتّباعاً للفتاوى ـ أنّ الواجب في رمي الجمرات هو أن يصيب الحصى العمود الخاصّ ، في حين لا يتوفّر دليل واضح على ذلك ، بل إنّ لدينا أدلّة مخالفة تشير إلى الاكتفاء بأن يُرمى الحصى على الجمرة ، وأن يقع في الدائرة التي تتجمّع فيها الحصيات . والواقع أنّ «الجمرة» هي «مجتمـع الحصى» ، وليست هي الأعمدة!

وقد اُعدّت هذه الرسالة لتبيّن الأدلّة العلمية لهذه المسألة ، ولتكون مورد اطّلاع من قبل فقهاء المسلمين ، وليعلم الجميع أنّ هذه الأعمدة لم يكن لها وجود في عصر رسول الله(صلى الله عليه وآله) ، ولا في عصور الأئمّة(عليهم السلام) ، بل إنّها معالم وُضِعت بعدئذ في مواضع الجمرات ، وقد تُنصب فوقها مصابيح من أجل الذين يضطرّون إلى الرمي ليلاً . ونرجو من القرّاء الأعزّاء كافّة ألاّ يتعجّلوا في الحكم على هذه الرسالة قبل الانتهاء من مطالعتها كلّها .