و ثانوية و عالية ثم کل مدرسة الي صفوف ليضعوا لکل صف و مدرسة منهاجاً يناسبه من التعليم. و هکذا تدخل القسمة في کل شأن من شؤون حياتنا العلمية والاعتيادية ولا يستغني عنها انسان. و مهمتنا منها هنا ان نعرف کيف نستعين بها علي تحصيل الحدود و الرسوم
لا تحسن القسمة الا اذا کان للتقسيم ثمرة نافعة في غرض المقسم بأن تختلف الاقسام في المميزات و الاحکام المقصودة في موضع القسمة: فاذا قسم النحوي الفعل الي اقسامه الثلاثة فلان لکل قسم حکماً يختص به. أما اذا أراد ان يقسم الفعل الماضي الي مضموم العين و مفتوحها و مکسورها فلا يحسن منه ذلک لان الاقسام کلها لها حکم واحد في علم النحو هو البناء فيکون التقسيم عبثاً و لغواً بخلاف مدون علم الصرف فانه يصح له مثل هذا التقسيم لانتفاعه به في غرضه من تصريف الکلمة. و لذا لم نقسم نحن الدلالتين العقلية و الطبعية في الباب الاول الي لفظية وغير لفظية لانه لا ثمرة ترجي من هذا التقسيم في غرض المنطقي کما أشرنا الي ذلک هناک في التعليقة
ولا تصح القسمة الا اذا کانت الاقسام متباينة غير متداخلة لا يصدق احدها