قد يغفل المبتديء عن بعض القضايا فلا يسهل عليه الحالقها بقسمها من أنواع القضايا لا سيما في التعبيرات الدارجة في ألسنة المؤلفين التي لم توضع بصورة فنية مضبوطة کما تقتضيها قواعد المنطق. و هذه الغفلة قد توقعه في الغلط عند الاستدلال أو لا يهتدي الي وجه الاستدلال في کلام غيره. و تکثر هذه الغفلة في الشرطيات. فلذلک وجب التنبيه علي أمور تنفع في هذا الباب نرجو ان يستعين بها المبتديء.
ان الشرطية تتألف من طرفين هما قضيتان بالاصل و المنفصلة بالخصوص قد تتألف من ثلاثة أطراف فأکثر. فالطرفان أو الاطراف التي هي القضايا بالاصل قد تکون من الحمليات أو من المتصلات أو من المنفصلات أو من المختلفات بأن تتألف المتصلة مثلا حملية و متصلة. و ترتقي أقسام تأليف الشرطيات الي وجوه کثيرة لا فائدة في احصائها. و علي الطالب أن يلاحظ ذلک بنفسه ولا يغفل عنه فقد ترد عليه شرطية مؤلفة من متصلة و منفصلة فيظن انها أکثر من قضية . و للتوضيح ندکر بعض الوجوه و أمثلتها: فمثلا قدتتألف المتصلة من حملية و متصلة نحو: (ان کان العلم سببا للسعادة فان کان الانسان عالما کان سعيدا) فان المقدم في هذه القضية حملية و التالي متصلة و هو ان کان الانسان عالما کان سعيدا. وقد تتألف المتصلة من حملية و منفصلة نحو: (اذا کان اللفظ مفردا فإما ان يکون اسما او فعلا او حرفا) فالمقدم حملية و التالي منفصلة ذات ثلاثة أطراف.