إحیاء علوم الدین

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

جلد 9 -صفحه : 207/ 118
نمايش فراداده

فضيلة العفو و الإحسان‏

اعلم ان معنى العفو أن يستحق حقا، فيسقطهو يبرئ عنه، من قصاص أو غرامة، و هو غيرالحلم و كظم الغيظ فلذلك أفردناه،

قال الله تعالى‏

خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ

و قال الله تعالى وَ أَنْ تَعْفُواأَقْرَبُ لِلتَّقْوى‏

و قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم‏

[1] «ثلاث و الّذي نفسي بيده لو كنت حلاّفالحلفت عليهنّ ما نقص مال من صدقة فتصدّقواو لا عفا رجل عن مظلمة يبتغى بها وجه اللهإلّا زاده الله بها عزّا يوم القيامة و لافتح رجل على نفسه باب مسألة إلّا فتح اللهعليه باب فقر» و قال صلّى الله عليهوسلّم‏[2] «التّواضع لا يزيد العبد إلّارفعة فتواضعوا يرفعكم الله و العفو لايزيد العبد إلّا عزّا فاعفوا يعزّكم اللهو الصّدقة لا تزيد المال إلّا كثرةفتصدّقوا يرحمكم الله». و قالت عائشة رضىالله عنها،[3] ما رأيت رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم منتصرا من مظلمة ظلمها قط، مالم ينتهك من محارم الله. فإذا انتهك منمحارم الله شي‏ء، كان أشدهم في ذلك غضبا. وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لميكن إثما. و قال عقبة، لقيت رسول الله صلّىالله عليه وسلّم يوما، فابتدرته فأخذتبيده أو بدرنى فأخذ بيدي. فقال‏[4] «يا عقبةألا أخبرك بأفضل أخلاق أهل الدّنيا والآخرة تصل من قطعك و تعطى من حرمك و تعفوعمّن ظلمك» و قال صلّى الله عليه وسلّم‏

[1] حديث ثلاث و الذي نفسي بيده ان كنتحالفا لحلفت عليهن ما نقصت صدقة من مال-الحديث:

الترمذي من حديث أبي كبشة الانمارى ولمسلم و أبي داود نحوه من حديث أبي هريرة

[2] حديث التواضع لا يزيد العبد الا رفعةفتواضعوا يرفعكم الله: الأصفهاني فيالترغيب و الترهيب و أبو منصور الديلمي فيمستند الفردوس من حديث أنس بسند ضعيف‏

[3] حديث عائشة ما رأيت رسول الله صلّى اللهعليه وسلّم منتصرا من مظلمة ظلمها قط-الحديث:

الترمذي في الشمائل و هو عند مسلم بلفظآخر و قد تقدم‏

[4] حديث عقبة بن عامر يا عقبة ألا أخبركبأفضل أخلاق أهل الدنيا و الآخرة تصل منقطعك- الحديث ابن أبي الدنيا و الطبراني فيمكارم الأخلاق و البيهقي في الشعب بإسنادضعيف و قد تقدم‏