إحیاء علوم الدین

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

جلد 14 -صفحه : 210/ 194
نمايش فراداده

و لا حسنة أعلى من الصبر، و لا سيئة أخزىمن الكبر، و لا دواء ألين من الرفق، ولاداء أوجع من الخرق، و لا رسول أعدل منالحق، و لا دليل أنصح من الصدق، و لا فقرأذل من الطمع، و لا غنى أشقى من الجمع، و لاحياة أطيب من الصحة، و لا معيشة أهنأ منالعفة، و لا عبادة أحسن من الخشوع، و لازهد خير من القنوع، و لا حارس أحفظ منالصمت، و لا غائب أقرب من الموت، و قالمحمد بن سعيد المروزي: إذا طلبت اللهبالصدق آتاك الله تعالى مرآة بيدك حتىتبصر كل شي‏ء من عجائب الدنيا و الآخرة وقال أبو بكر الوراق احفظ الصدق فيما بينك وبين الله تعالى، و الرفق فيما بينك و بينالخلق و قيل لذي النون. هل للعبد إلى صلاحأموره سبيل فقال:


  • قد بقينا من الذنوب حيارى فدعاوى الهوى تخف علينا و خلاف الهوىعلينا ثقيل‏

  • نطلب الصدق ماإليه سبيل‏ و خلاف الهوىعلينا ثقيل‏ و خلاف الهوىعلينا ثقيل‏

و قيل لسهل: ما أصل هذا الأمر الذي نحنعليه فقال: الصدق، و السخاء، و الشجاعةفقيل زدنا: فقال: التقى، و الحياء، و طيبالغذاء و عن‏[1] ابن عباس رضي الله عنهما،أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سئل عنالكمال فقال «قول الحق و العمل بالصدق». وعن الجنيد في قوله تعالى (لِيَسْئَلَالصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) قال يسألالصادقين عند أنفسهم عن صدقهم عند ربهم، وهذا أمر على خطر

بيان حقيقة الصدق و معناه و مراتبه‏

اعلم أن لفظ الصدق يستعمل في ستة معان صدقفي القول، و صدق في النية و الإرادة، و صدقفي العزم، و صدق في الوفاء بالعزم، و صدقفي العمل، و صدق في تحقيق مقامات الدينكلها. فمن اتصف بالصدق في جميع ذلك فهوصديق، لأنه مبالغة في الصدق. ثم هم أيضاعلى درجات فمن كان له حظ في الصدق في شي‏ءمن الجملة فهو صادق بالإضافة إلى ما فيهصدقه‏

[1] حديث ابن عباس سئل عن الكمال فقال قولالحق و العمل بالصدق: لم أجده بهذا اللفظ