الوجد و الوجود فقال: الوجد ما تطلبهفتجده بكسبك و اجتهادك، و الوجود ما تجدهمن الله الكريم، و الوجد عن غير تمكين والوجود مع التمكين و التواجد: استدعاءالوجد. و التشبه في تكلفه بالصادقين من أهلالوجد القاعدة: و أما القاعدة التي يبتنىعليها هذا الفن بأسره، فذلك اجتذاب أرواحالمعاني و الإشارة إلى البعد في القرب،قصد الاستدلال بالأقوال و الأعمال والأحوال على الله تعالى، قصدا ذاتيا لاعلى ما سلكه أرباب علوم الظاهر، ثمالتصديق بالقوّة و النظر إلى الملكوت منكوّة، و معرفة العلوم في الانصراف ومصاحبة القدر بالمساعدة، و بالمعروف ومعاطاة الوجودات الخمس، الذاتي، و الحسي،و الخيالى، و العقلي، و الشبهى حسبما فهممن الشرع، و ثبت معناه في المحفوظ منالوحي، و قلما أدرك شيء من العجز، والعلم لا ينال براحة الجسم وَ من يَتَّقِالله يَجْعَلْ لَهُ من أَمْرِهِ يُسْراًذلِكَ أَمْرُ الله أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْوَ من يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَحَسْبُهُ إِنَّ الله بالِغُ أَمْرِهِقَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍقَدْراً
أيها الطالب للعلوم، و الناظر فيالتصانيف، و المستشرف على كلام الناس، وكتب الحكمة، ليكن نظرك فيما تنظر فيهباللّه، و للَّه، و في الله، لأنه إن لميكن نظرك به، وكلك إلى نفسك، أو إلى منجعلت نظرك به أيا كان غيره، من فهم، أوعلم، أو حفظ أو إمام متبع، أو صحة ميز، أوما شاكل ذلك، و كذلك إن لم يكن نظرك له فقدصار علمك لغيره، و نكصت على عقبيك، و خسرتفي الدارين صفقتك، و عاد كل هول عليكفَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِفَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لايُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً وكذلك إن لم يكن نظرك فيه فقد أثبتّ معهغيره، و لاحظت بالحقيقة سواه، و رؤية غيرهدونه تعمى القلب، و تهتك الستر، و تحجباللبّ و إذا نظرت في كلام أحد من الناس،ممن قد شهر بعلم فلا تنظره بازدراء كمن