إحیاء علوم الدین

أبوحامد محمد بن محمد غزالی الطوسی

جلد 17 -صفحه : 65/ 44
نمايش فراداده

موجب عند ذوي القصور تشبيها، و بينالتأويل الذي ينفيه، فأثبت المعنىالمرغوب عنه، و أراد نفي ما خاف من الوقوعفيه، فلم يتأت له اجتماع ما رام، و لا نظامما اقترف فها هو صورة لا كالصورة، و لكلساقطة لاقطة. فتبادر الناس إلى الأخذ عنه‏

فصل و معنى قاطع الطريق فإنك بالوادالمقدس طوى

أي دم على ما أنت عليه من البحث و الطلب،فإنك على هداية و رشد، و الوادي المقدسعبارة عن مقام الكليم موسى عليه السلام،مع الله تعالى في الوادي و إنما تقدسالوادي بما أنزل فيه من الذكر، و سمع كلامالله تعالى، و أقيم ذكر الوادي مقام ما حصلفيه فحذف المضاف و أقام المضاف إليه مقامهو إلا فالمقصود ما حذف لا ما أظهر بالقول،إذ المواضع لا تأثير لها و إنما هي ظروف‏

فصل و معنى فاستمع‏

أي سر بقلبك لما يوحى، فلعلك تجد علىالنار هدى، و لعلك من سرادقات العز تناديبما نودي به موسى، إنى أنا ربك، أي فرغقلبك لما يرد عليك من فوائد المزيد، وحوادث الصدق، و ثمار المعارف، و ارتياحسلوك الطريق، و إشارات قرب الوصول، و سرالقلب، كما يقول أدن الرأس، و وسع الآذان،و ما يوحى أي ما يرد من الله تعالى بواسطةملك، أو إلقاء في روع، أو مكاشفة تحقيقية،أو ضرب مثل مع العلم بتأويله، و معنى لعلكحرف ترويح، و معنى ان لم تدركك آفة تقطعكعن سماع الوحي من إعجاب بحال، أو إضافةدعوى إلى النفس أو قنوع بما وصلت إليه، واستبداد به عن غيره، و سرادقات المجد، هيحجب الملكوت، و ما نودي به موسى، هو علمالتوحيد التي وسعت العبارة اللطيفة عنهبقوله حين قال له يا موسى إنى أنا الله لاإله إلا أنا، و المنادى باسمه أزلا و أبدا،هو اسم موسى لما سمي السالك الموجود فيكلام الله تعالى في أزل الأزل، قبل أن يخلقموسى لا إلى أول، و كلام الله تعالى صفة لهلا يتغير كما لا يتغير هو، إذ ليست صفاتهالمعنوية لغيره، و هو الذي لا يحول و لايزول، و قد ذل قوم عظم اقتراحهم و هو انهم،حملوا صدور هذا القول على اعتقاد اكتسابالنبوة