صاحب الزمان (عليه السّلام): أنّه كتب إليهيسأله عن رجل صلّى الظهر، و دخل في صلاةالعصر، فلمّا صلّى من صلاة العصر ركعتيناستيقن أنّه صلّى الظهر ركعتين، كيف يصنع؟فأجاب إن كان أحدث بين الصلاتين حادثة يقطع بهاالصلاة أعاد الصلاتين، و إن لم يكن أحدثحادثة جعل الركعتين الأخيرتين تتمّةلصلاة الظهر، و صلّى العصر بعد ذلك «1».
لقرب احتمال أن يكون المراد من الأخيرتين اللّتان لم يأتِ بهما و يكون المقصود رفعاليد عن الركعتين المأتيتين للعصر و ضمّركعتين أُخريين إلى الظهر، و يأتي بالعصربعده، فتكون شاهدة على ما قوّينا من صحّةالظهر. و أمّا دلالتها على تعيّن إتمامالظهر و إتيان العصر بعد ذلك، فمع فرضالتسليم لا يمكن الاعتماد عليها للإرسال وعدم الجبر، بل الإعراض على ما قيل «2».
مختار الشهيدين (قدّس سرّهما) في المقام وردّه و أمّا ما عن «3» الشهيدين «4» من صيرورة ماأتى بعنوان العصر تتمّةً للظهر،
(1) الاحتجاج 2: 580، وسائل الشيعة 8: 222، كتابالصلاة، أبواب الخلل الواقع في الصلاة،الباب 12، الحديث 1. (2) مستمسك العروة الوثقى 7: 604. (3) الحدائق الناضرة 9: 123. (4) الشهيد الأوّل: هو الشيخ الإمامالعلّامة المحقّق الفقيه محمّد بن مكّيالمطلبي العاملي. ولد سنة 734 هـ. و قرأأوّلًا على علماء جبل عامل، ثمّ هاجر إلىالعراق، فقرأ على فخر المحقّقين، وبعدها قصد دمشق، فقرأ علم المعقول علىالقطب الشيرازي شارح الشمسيّة. كما روىمصنّفات العامّة و مرويّاتهم عن نحوأربعين شيخاً من علمائهم بمكّة و المدينةو بغداد و دمشق و القدس و الخليل. و ربّمااستفاد أُستاذ الشهيد منه أكثر من استفادةالشهيد نفسه. هذا، و قد بلغ (رحمه اللَّه) مقاماً علمياًسامياً قلّما اتفق لأحد من الفقهاء حتّىعدّه جماعة أفقه الفقهاء على الإطلاق،تشهد بذلك مؤلّفاته الشهيرة، كالقواعدالتي لم يؤلّف مثلها في موضوعها، وكالألفية و النقلية الوحيدتين فيموضوعهما، و الدروس و الذكرى و اللمعةالتي صنّفها في سبعة أيّام. من تلاميذهأولاده الثلاثة و المقداد السيوري و الشيخحسن بن سليمان صاحب مختصر البصائر. قتل علىالتشيّع في دمشق، فمضى إلى ربّه شهيداًمظلوماً، و ذلك سنة 786 هـ. الكنى و الألقاب 2: 377 381، أعيان الشيعة 10:59 62. الشهيد الثاني: هو الشيخ الإمام الفاضل والحبر العالم العامل زين الدين بن عليّالعاملي النحاريري. ولد سنة 911 هـ. و قرأعلى والده علوم العربية، و على الشيخعليّ بن عبد العالي الميسي بعض الفقه، وعلى السيّد حسن الكركي بعض الأُصول، ثمّارتحل إلى دمشق، فقرأ على الشيخ محمّد بنمكّي بعض كتب الطب، و على الشيخ أحمد بنجابر علم القراءات، و على الشيخ شمس الدينبن طولون جملة من الصحيحين، ثمّ قصد مصر واشتغل على جماعة، منهم الشيخ أبو الحسنالبكري، ثمّ عاد إلى لبنان مستفرغاًوسعه في التصنيف و التأليف و تدريسالمذاهب الخمسة، و اشتهر أمره و صار مرجعالأنام و مفتي كلّ فرقة بما يوافق مذهبها.و مع كلّ ما كان عليه من الاشتغالاتالفكريّة و الاجتماعيّة فقد كان ينقلالحطب في الليل لعياله و يقوم بجميعاحتياجاته المنزليّة. من تلامذته والدصاحب المدارك و والد الشيخ البهائي و جدّصاحب الوسائل. و من مؤلّفاته روض الجنان والروضة البهيّة و مسالك الأفهام استشهد(رحمه اللَّه) سنة 966 هـ. الكنى و الألقاب 2: 381 386، أعيان الشيعة 7: 143157.