رسائل

السید روح اللَّه الموسوی الخمینی‏

جلد 1 -صفحه : 291/ 202
نمايش فراداده

حول تمايز العلوم‏

و ليعلم: أنّهم حيث تحيّروا في موضوععلمهم، استقرّ أيضاً رأيهم على‏ أنّاختلاف العلوم باختلاف الأغراض التي منأجلها دوّن العلم فراراً من لزوم كون كلّمسألة أو باب علماً على‏ حدة «1» مع أناختلاف الأغراض «2» لا يمكن إلّا باختلافالعلوم فإنّ الأغراض مترتّبة عليها و منآثارها المتأخّرة عنها، و لا يمكن أن يكونعلم واحد بجهة واحدة محصّلًا لغرضينمختلفين، فلا بدّ و أن تكون العلوم قبلتحقّق الأغراض متمايزةً بعضها عن بعض فيحاقّ الأعيان حتّى تترتّب الأغراضالمختلفة عليها، فلو كان اختلاف العلوم وتمايزها بحسب الواقع باختلاف الأغراضللزم الدور، و للزم كون تمايز المؤثّراتبتمايز الآثار، و ذلك واضح البطلان.

و التحقيق: أنّ اختلاف العلوم باختلاف نفسالمسائل، المتشتّتة بحسب التعيّنات والتشخّصات، و المشتركة بحسب الموضوع والمحمول الطبيعيين،

(1) كفاية الأُصول: 22، انظر درر الفوائد،المحقّق الحائري: 34، نهاية الأفكار 1: 11.

(2) و ليعلم: أنّ الأغراض إمّا أن تكونأغراضاً أوّليّة، و إمّا أن تكون ثانويّةو ثالثيّة و هكذا:

أمّا الأغراض الأوّليّة فهي العلمبالمسائل، فإنّ كلّ مدوّن للعلم أو متعلّمله لا يكون غرضه الأوّلى إلّا العلم بها، ومعلوم أنّ اختلاف العلم باختلافمتعلّقاته، و إلّا فالعلم من حيث هو علم لايختلف في العلوم، فالاختلاف رجع بالآخرةإلى اختلاف نفس المسائل التي هي متعلّقاتالعلوم.

و أمّا الأغراض الثانويّة و الثالثيّة وأمثالهما، فلا يكون لها ميزان حتّى يكونالاختلاف بها.[منه (قدّس سرّه)].