يقتل و القاتل بالعين لا يقتل. و ما ذلكإلّا أنّه ليس ممّا يريده و يقصده أو يتركهو إنّما هو مجبور في صدوره عنه. و الله أعلمبما في الغيوب و مطّلع على ما في السّرائر.
و هو المسمّى لهذا العهد بالسيمياء. نقلوضعه من الطّلسمات إليه في اصطلاح أهلالتصرّف من المتصوّفة، فاستعمل استعمالالعامّ في الخاصّ. و حدث هذا العلم فيالملّة بعد صدر منها، و عند ظهور الغلاة منالمتصوّفة و جنوحهم إلى كشف حجاب الحسّ، وظهور الخوارق على أيديهم و التّصرّفات فيعالم العناصر، و تدوين الكتب والاصطلاحات، و مزاعمهم في تنزّل الوجود عنالواحد و ترتيبه.
و زعموا أنّ الكمال الأسمائيّ مظاهرهأرواح الأفلاك و الكواكب، و أنّ طبائعالحروف و أسرارها سارية في الأسماء، فهيسارية في الأكوان على هذا النظام.
و الأكوان من لدن الإبداع الأوّل تتنقّلفي أطواره و تعرب عن أسراره، فحدث لذلك علمأسرار الحروف، و هو من تفاريع علمالسيمياء لا يوقف على موضوعة و لا تحاطبالعدد مسائله. تعدّدت فيه تآليف البونيّو ابن العربيّ و غيرهما ممّن اتّبعآثارهما. و حاصله عندهم و ثمرته تصرّفالنّفوس الربّانيّة في عالم الطبيعةبالأسماء الحسنى و الكلمات الإلهيّةالناشئة عن الحروف المحيطة بالأسرارالسّارية في الأكوان.
ثمّ اختلفوا في سرّ التصرّف الّذي فيالحروف (1) بما هو: فمنهم من جعله
(1) علق الهوريني على هذه العبارة بقوله:ترتيب طبائع الحروف عند المغاربة غيرترتيب المشارقة.
و منهم الغزالي. كما أن الجمل عندهم مخالففي ستة أحرف. فان الصاد عندهم بستين والضاد بتسعين و السين المهملة بثلاثمائة والظاء بثمانمائة و الغين بتسعمائة و الشينبألف. 1 هـ-.