تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 164
نمايش فراداده

«183»

قال ابن الكلبي: إنّ طهمورث أوّل ملوكبابل و أنه ملك الأقاليم كلها و كان محمودافي ملكه و في أوّل سنة من ملكه ظهر بيوراسبو دعا إلى ملة الصابئة. و قال علماء الفرس:ملك بعد طهمورث جمشيد و معناه الشعاعلجمالة و هو جمّ بن نوجهان أخو طهمورث، وملك الأرض و استقام أمره، ثم بطر النعمة وساءت أحواله فخرج عليه قبل موته بسنةبيوراسب و ظفر به فنشره بمنشار و أكله وشرط أمعاءه. و قيل إنه ادّعى الربوبية فخرجعليه أوّلا أخوه أستوير فاختفى. ثم خرجبيوراسب فانتزع الأمر من يده و ملكسبعمائة سنة. و قال ابن الكلبي مثل ذلك.

قال الطبري: بيوراسب هو الازدهاك و العربتسميه الضحاك، و هو بصاد بين السين و الزايو جاء قريب من الهاء و كاف قريبة من القاف وهو الّذي عني أبو نواس بقوله:


  • و كان منّا الضحاك تعبده الجامل (1) والجن في محاربها

  • الجامل (1) والجن في محاربها الجامل (1) والجن في محاربها

لأنّ اليمن تدعيه. قال: و تقول العجم إنّجمشيد زوّج أخته من بعض أهل بيته و ملك علىاليمن فولدت الضحاك. و تقول أهل اليمن فينسبه الضحاك بن علوان بن عبيدة بن عويج، وأنه بعث على مصر أخاه سنان بن علوان ملكا وهو فرعون إبراهيم، قاله ابن الكلبيّ.

و أما الفرس فينسبونه هكذا: بيوراسب بنرتيكان بن ويدوشتك بن فارس بن أفروال، ومنهم من خالف في هذا. و يزعمون أنه ملكالأقاليم كلّها، و كان ساحرا كافرا و قتلأباه، و كان أكثر إقامة ببابل.

و قال هشام: ملك الضحاك و هو نمرود الخليلبعد جمشيد و أنّه التاسع منهم، و كان مولدهبدنباوند، و أنّ الضحاك سار إلى الهندفخالفه أفريدون إلى بلاده فملكها، و رجعالضحاك فظفر به أفريدون و حبسه بجبالدنباوند، و اتخذ يوم ظفر به عيدا.

و عند الفرس أنّ الملك إنّما كان للبيتالّذي وطنه أوشهنك و جمشيد و أن الضحاك هوبيوراسب خرج عليهم و بنى بابل، و جعل النبطجنده، و غلب أهل الأرض بسحره، و خرج عليهرجل من عامّة أصبهان اسمه عالي، و بيده عصاعلّق فيها جرابا و اتخذها راية، و دعاالناس إلى حربه، فأجابوا و غلبه فلم يدعالملك و أشار بتولية بني جمشيد لأنّه منعقب أوشهنك ملكهم الأوّل ابن أفروال،فاستخرجوا أفريدون من مكان اختفائهفملكوه و اتبع الضحاك فقتله، و قيل أسرهبدنباوند. و يقال كان على‏

(1) الجامل: قطيع الإبل مع رعاته و أربابه.