تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 181
نمايش فراداده

«202»

و قال المسعودي: و هو الساطرون بن إستطرونمن ملوك السريانيين. قال الطبريّ:

و تسمّيه العرب الضيزن. و قال هشام بن محمدالكلبي: من قضاعة و هو الضيزن بن معاوية بنالعميد بن الأجدم بن عمرو بن النخع بنسليم، و سنذكر نسب سليم في قضاعة. و كانبأرض الجزيرة و كان معه من قبائل قضاعة مالا يحصى و كان ملكه قد بلغ الشام، فخلفسابور في غزاته إلى خراسان و عاث في أرضالسواد، فشخص إليه سابور عند انقضاء غزاتهحتى أناخ على حصنه و حاصره أربع سنين قالالأعشى:


  • أ لم تر للحضر إذ أهله أقام به سابور الجنود حولين يضرب فيهالقمم‏

  • بنعمة و هل خالدمن نعم‏ حولين يضرب فيهالقمم‏ حولين يضرب فيهالقمم‏

ثم إنّ ابنة ساطرون و اسمها النضيرة خرجتإلى ربض (1) المدينة و كانت من أجمل النساء،و سابور كان جميلا، فأشرفت عليه فشغفت بهشغف بها، و داخلته في أمر الحصن و دلّتهعلى عورته فدخله عنوة و قتل الضيزن و أبادقضاعة الذين كانوا معه و أكثرهم بنو حلوانفانقرضوا، و خرّب حصن الحضر. و قال عديّ بنزيد في رثائه:


  • و أخو الحضر إذ بناه و إذ دجلة شاده مرمرا و جلّله كلسا لم يهبه ريح المنون فباد الملك عنهفبابه مهجور

  • تجبى إليهو الخابور فللطير في ذراهو كور الملك عنهفبابه مهجور الملك عنهفبابه مهجور

ثم أعرس بالنضيرة بعين النمر و باتت ليلهاتتضور في فراشها و كان من الحرير محشوّبالقز و القسيّ فإذا ورقة آس بينها و بينالفراش تؤذيها، فقال: و يحك ما كان أبوكيغذيك؟ قالت الزبد و المخّ و الشهد و صفوالخمر، فقال: و أبيك لأنا أحدث عهدا و أبعدودّا من أبيك الّذي غذاك بمثل هذا. و أمررجلا ركب فرسا جموحا و عصب غدائرها بذنبه ولم يزل يركضه حتى تقطعت أوصالها.

و عند ابن إسحاق أنّ الّذي فتح حصن الحضر وخرّبه و قتل الساطرون هو سابور ذو الأكتاف.و قال السهيليّ: لا يصح لأنّ الساطرون منملوك الطوائف و الّذي أزال ملكهم هوأردشير و ابنه سابور، و سابور ذو الأكتافبعدهم بكثير هو التاسع من ملوك أردشير. قالالسهيليّ و أوّل من ملك الحيرة من ملوكالساسانية سابور بن‏

(1) الربض: ما حول المدينة من بيوت و مساكن،سور المدينة أو الضاحية (قاموس).