كان هؤلاء الأمم من أعظم أمم العالم وأوسعهم ملكا و سلطانا، و كانت لهمالدولتان العظيمتان للإسكندر و القياصرةمن بعده الذين صبحهم الإسلام و هم ملوكبالشام، و نسبهم جميعا إلى يافث باتفاق منالمحقّقين، إلا ما ينقل عن الكندي في نسبيونان إلى عابر بن فالغ و أنه خرج من اليمنبأهله و ولده مغاضبا لأخيه قحطان فنزل مابين الافرنجة و الروم فاختلط نسبه بهم، وقد ردّ عليه أبو العبّاس الناشيء في ذلكبقوله:
و لذلك يقال إنّ الإسكندر من تبّع، و ليسشيء من ذلك بصحيح، و إنما الصحيح نسبهمإلى يافث، ثم إنّ المحقّقين ينسبون الرومجميعا إلى يونان الإغريقيون منهم والطينيون. و يونان معدود في التوراة من ولديافث لصلبه، و اسمه فيها يافان بفاء تقربمن الواو، فعرّبته العرب الى يونان.
و أمّا هروشيوش فجعل الغريقيين خمس طوائفمنتسبين إلى خمسة من أبناء يونان و هم:كيتم و حجيلة و ترشوش و دودانم و إيشاي، وجعل من شعوب إيشاي سجينيّة و أثناش و شمالاو طشّال و لجدمون. و نسب الروم اللطينيينفيهم و لم يعين نسبهم في أحد من الخمسة، ونسب الافرنج إلى غطرما بن عومر بن يافث، وقال: إن الصقالبة إخوانهم في نسبه، و قال:إنّ الملك كان في هذه الطوائف لبني أشكانبن غومر و الملوك منهم هؤلاء الغريقيونقبل يونان و غيرهم. و نسب القوط الى مادايبن يافث و جعل من إخوانهم الأرمن، ثم نسبالقوط مرّة أخرى إلى ماغوغ بن يافث و جعلاللطينيين من إخوانهم في ذلك النسب. و نسبالقاللّين منهم إلى رفنّا بن غومار، و نسبإلى طوبال بن يافث الأندلس و الإيطاليين والأركاديّين، و نسب إلى طبراش بن يافثأجناس الترك. و اسم الغريقيين عنده يشملأبناء يونان كلهم كما ذكره، و ينوّع الرومإلى الغريقيين و اللطينيين.
و قال ابن سعيد فيما نقله من تواريخالمشرق عن البيهقي و غيره: إنّ يونان هوابن علجان بن يافث، قال: و لذلك يقال لهمالعلوج و يشركهم في هذا النسب سائر