تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 274
نمايش فراداده

«302»

بالشام و هم من بطون شتّى. و أمّا غسّانفإنّهم أيضا طوائف نزلوا بماء يقال لهغسّان فنسبوا اليه أ ه كلام ابن حزم.

الخبر عن بطون كهلان من القحطانية وشعوبهم و اتصال بعضها مع بعض و انقضائها

هؤلاء بنو كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بنقحطان اخوة بني حمير بن سبا، و تداولوامعهم الملك أوّل أمرهم، ثم انفرد بنو حميربه و بقيت بطون بني كهلان تحت ملكتهمباليمن. ثم لما تقلص ملك حمير بقيت الرئاسةعلى العرب البادية لبني كهلان لما كانوابادين لم يأخذ ترف الحضارة منهم و لاأدركهم الهرم الّذي أودى بحمير، إنّماكانوا أحياء ناجعة في البادية و الرؤساء والأمراء في العرب إنّما كانوا منهم. و كانلكندة من بطونهم ملك باليمن و الحجاز، ثمخرجت الأزد من شعوبهم أيضا من اليمن معمزيقياء و افترقوا بالشام، و كان لهم ملكبالشام في بني جفنة، و ملك بيثرب في الأوسو الخزرج، و ملك بالعراق في بني فهم. ثمخرجت لخم وطئ من شعوبهم أيضا من اليمن، وكان لهم ملك بالحيرة في آل المنذر حسبمانذكر ذلك كله.

و أمّا شعوبهم فهي كلها تسعة من زيد بنكهلان في مالك بن زيد و عريب بن زيد، فمنمالك بطون همدان و ديارهم لم تزل باليمن فيشرقيه، و هم بنو أوسلة، و هو همدان بن مالكبن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الجبّار بنمالك بن زيد بن نوف بن همدان. و من شعوبحاشد بنو يام بن أصغى بن مانع بن مالك بنجشم بن حاشد و منهم طلحة بن مصرف. و لما جاءالله بالإسلام افترق كثير من همدان فيممالكه، و بقي منهم من بقي باليمن، و كانواشيعة لعليّ كرم الله وجهه و رضي عنه عند ماشجر بين الصحابة و هو المنشد فيهم متمثلا:


  • فلو كانت بوّابا على باب جنة لقلتلهمدان ادخلوا بسلام‏

  • لقلتلهمدان ادخلوا بسلام‏ لقلتلهمدان ادخلوا بسلام‏

و لم يزل التشيّع دينهم أيام الإسلامكلها، و منهم كان علي بن محمد الصليحي منبني يام القائم بدعوة العبيديّين باليمنفي حصن حرار من بني يام و هو من بطونهم و هومن بني يام من بطون حاشد، فاستولى عليه وورث ملكه لبنيه حسبما نذكره في أخبارهم.

و كانت بعد ذلك و قبله دولة بني الرسي أيامالزيدية بصعدة فكانت على يدهم‏