إصطخر و معه سباه (1) في سبعين ألفا من فارسفبعثه إلى السوس و نزل الكلبانية و بعثالهرمزان إلى تستر، ثم كانت واقعة أبيموسى فحاصرهم فصالحوه على الجزية و سارالى هرمز ثم إلى تستر. و نزل سباه بينرامهرمز و تستر، و حمل أصحابه على صلح أبيموسى ثم على الإسلام على أن يقاتلواالأعاجم و لا يقتلوا العرب و يمنعهم هو منالعرب، و يلحقوا بأشراف العطاء فأعطاهمذلك عمر (2) و أسلموا و شهدوا فتح تستر، ومضى سباه إلى بعض الحصون في زي العجمفغدرهم و فتحه للمسلمين و كان فتح تستر وما بعدها سنة سبع عشرة و قيل ست عشرة.
لما جاء الأحنف بن قيس بالهرمزان إلى عمرقال له: يا أمير المؤمنين لا يزال أهل فارسيقاتلون ما دام ملكهم فيهم فلو أذنتبالانسياح في بلادهم فأزلنا (3) ملكهمانقطع رجاؤهم. فأمر أبا موسى أن يسير منالبصرة غير بعيد و يقيم حتى يأتي أمره، ثمبعث إليه مع سهيل بن عديّ بألوية الأمراءالذين يسيرون في بلاد العجم: لواء خراسانللأحنف بن قيس، و لواء أردشير خرة و سابورلمجاشع بن مسعود السلمي، و لواء إصطخرلعثمان بن أبي العاص الثقفي، و لواء فسا ودارابجرد لسارية بن زنيم الكناني، و لواءكرمان لسهيل بن عديّ، و لواء سجستان لعاصمبن عمرو، و لواء مكران للحكم بن عميرالتغلبي (4). و لم يتهيأ مسيرهم إلى سنة ثمانعشرة، و يقال سنة إحدى و عشرين أو اثنين وعشرين، ثم ساروا في بلاد العجم و فتحوا كمايذكر بعد.
و أصاب الناس سنة ثمان عشرة قحط شديد و جدبأعقب جوعا بعد العهد بمثله مع طاعون أتىعلى جميع الناس، و حلف عمر لا يذوق السمن واللبن حتى يحيا
(1) و في نسخة ثانية: سياه. (2) و في النسخة الباريسية: فعقد لهم ذلكعمر و أسلموا. (3) و في النسخة الباريسية: فازلت ملكهم. (4) و في نسخة ثانية: الثعلبي.