تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 2 -صفحه : 613/ 522
نمايش فراداده

«562»

مجنبتيه ابن أسيد الغفاريّ و على الأخرىبكير بن عبد الله المتقدم و الى المقاسمسلمان بن ربيعة الباهليّ، و ردّ أبا موسىالأشعري إلى البصرة مكان سراقة، ثم أمدّسراقة بجبيب بن مسلمة من الجزيرة و جعلمكانه زياد بن حنظلة، و سار سراقة منأذربيجان، فلما وصل عبد الرحمن بن ربيعةفي مقدّمته على الباب و الملك بها يومئذشهريار من ولد شهريرار الّذي أفسد بنيإسرائيل و أغزى الشام منهم، فكاتبه شهريارو استأمنه على أن يأتي فحضر و طلب الصلح والموادعة على أن تكون جزيته النصر والطاعة للمسلمين، قال: و لا تسوموناالجزية فتوهنونا لعدوّكم. فسيّره عبدالرحمن إلى سراقة فقبل منه و قال: لا بدّ منالجزية على من يقيم و لا يحارب العدوّ.

فأجاب، و كتبوا إلى عمر فأجاز ذلك.

فتح موقان و جبال ارمينية

و لما فرغ سراقة من الباب بعث (1) أمراء إلىما يليه من الجبال المحيطة بأرمينية،فأرسل بكير بن عبد الله إلى موقان، و حبيببن مسلمة إلى تفليس، و حذيفة بن اليمان إلىجبال اللان (2)، و سلمان بن ربيعة إلى الوجهالآخر. و كتب بالخبر الى عمر فلم يرج تمامذلك لأنه فرج عظيم، ثم بلغه موت سراقة واستخلف عبد الرحمن بن ربيعة، فأقرّه عمرعلى فرج الباب و أمره بغزو الترك. و لم يفتحأحد من أولئك الأمراء إلّا بكير بن عبدالله فإنه فتح موقان، ثم تراجعوا علىالجزية دينارا عن كل حالم.

غزو الترك‏

و لما أمر عبد الرحمن بن ربيعة بغزو التركسار حتى الباب و سار معه شهريار فغزا بلنجرو هم قوم من الترك ففرّوا منه و تحصّنوا، وبلغت خيله على مائتي فرسخ من بلنجر و عادبالظفر و الغنائم. و لم يزل يردّد الغزوفيهم إلى أيام عثمان فتذامر الترك و كانوايعتقدون أن المسلمين لا يتقلون لأنّالملائكة معهم، فأصابوا في هذه الغزاةرجلا من المسلمين على غرّة فقتلوه وتجاسروا، و قاتل عبد الرحمن فقتل و انكشفأصحابه، و أخذ الراية أخوه سلمان فخرجبالناس و معه أبو هريرة الدوسيّ فسلكواعلى جيلان إلى جرجان‏.

(1) و في النسخة الباريسية: و لما فرغ منالباب بعث سراقة.

(2) و في نسخة ثانية: اللات.