تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 110
نمايش فراداده

مأمورة و من تبعها منصور، فزحف إليه سبكمولى المعتضد في العساكر فهزمها، و قتلفسار إليه محمد بن أحمد الطائي في العساكرفانهزمت القرامطة و جي‏ء ببعضهم أسيرافاحتضره المعتضد و قال: هل تزعمون أن روحالله و أنبيائه تحلّ فيكم فتعصمكم منالزلل، و توفقكم لصالح العمل، فقال له: ياهذا أ رأيت لو حلّت روح إبليس فما ينفعكفاترك ما لا يعنيك إلى ما يعنيك. فقال له:قل فيما يعنيني! فقال له: قبض رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم و أبوكم العبّاس حيفلم يطلب هذا الأمر و لا بايعه أحد، ثم قبضأبو بكر و استخلف عمر و هو يرى العبّاس و لميعهد إليه عمر و لا جعله من أهل الشورى، وكانوا ستة و فيهم الأقرب و الأبعد، و هذاإجماع منهم على دفع جدّك عنها، فبما ذاتستحقّون أنتم الخلافة؟ فأمر المعتضد بهفعذّب و خلعت عظامه ثم قطع مرّتين ثم قتل.ثم زحف القرامطة إلى دمشق و عليها طفج مولىابن طولون سنة تسعين، و استصرخ بابن سيّدهبمصر، فجاءت العساكر لإمداده فقاتلهممرارا و قتل يحيى بن ذكرويه المسمّىبالشيخ في خلق من أصحابه، و اجتمع فلّهمعلى أخيه الحسين و تسمّى أحمد أبا العبّاسو كانت في وجهه شامة يزعم أنها مقدسة،فلقّب صاحب الشامة المهدي أمير المؤمنين،و أتاه ابن عمّه عيسى بن مهدي و هو عبد اللهبن أحمد بن محمد بن إسماعيل الإمام و لقبهالمدّثر، و عهد إليه، و زعم أنه المذكور فيالقرآن و لقّب غلاما من أهله المطوّق. ثمدعا الناس فأجابه كثير من أهل البوادي وسار إلى دمشق فحاصرها حتى صالحوه على مال ودفعوه له. ثم سارا إلى حمص و حماة و المعرّةو بعلبكّ، فخطب له بها و استباحها جميعا.ثم إلى سلميّة و بها جماعة من بني هاشمفاستلحمهم حتى الصبيان بالمكاتب والبهائم. ثم خرج المكتفي إليه و قدّمعساكره، فكبسهم و نجا فلّهم إلى حلب، وانتهى المكتفي إلى الرقّة، و قد سار بدرمولى ابن طولون في اتباع القرامطة فهزمهمو أثخن فيهم و بعث المكتفي العساكر مع يحيىبن سليمان الكاتب، و فيهم الحسين بن حمدانمن بني تغلب و معهم بنو شيبان فواقعواالقرامطة سنة إحدى و تسعين فهزموهم، و قتلمنهم خلق من أصحاب القرمطيّ و نجا ابنه أبوالقاسم ببعض ذخيرته، و سار هو مستخفيا إلىناحية الكوفة و معه المدّثر و المطوّق وغلام له، و انتهوا إلى الرّحبة فوشى بهمإلى العامل فقبض عليهم، و بعث بهم إلىالمكتفي بالرقّة و رجع إلى بغداد فقطعهمبعد أن ضرب صاحب الشامة مائتي سوط. و أمّاعليّ بن ذكرويه ففرّ بعد مقتل أخيه يحيىعلى‏