تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 160
نمايش فراداده

محمد بن القاسم من عمومة هشام. و كانبالربض الغربي من قرطبة محلّة متصلةبقصره، و حصروه سنة تسعين و مائة و قاتلهمفغلبهم و افترقوا، و هدم دورهم و مساجدهم ولحقوا بفاس من أرض العدوة، و لحقوابالإسكندريّة، و نزل بها منهم جمع و ثاروابها، فزحف إليهم عبد الله بن طاهر صاحب مصرو افتتحها و أجازهم إلى جزيرة أقريطش كمامرّ. و كان مقدّمهم أبا حفص عمر البلّوطي،فلم يزل رئيسا عليهم و ولده من بعده إلى أنملكها الفرنج من أيديهم.

وقعة الحفرة بطليطلة

كان أهل طليطلة يكثرون الخلاف و نفوسهمقويّة لحصانة بلدهم، فكانت طاعتهم ملتانة(1) فأعيا الحكم أمرهم و استقدم عمروس بنيوسف من الثغر، و كان أصله من أهل مدينة وشقة من المولّدين، و كان عاملا عليهافداخله في التدبير على أهل طليطلة، و كتبله بولايتها فأنسوا به و اطمأنوا إليه. ثمداخلهم في الخلع و أشار عليهم ببناء مدينةيعتزل فيها مع أصحاب السلطان فوافقوه، وأمضى رأيه في ذلك. ثم بعث صاحب الأعلى (2)إلى الحكم يستنجده على العدوّ فبعثالعساكر مع ابنه عبد الرحمن و الوزراء، ومرّوا بطليطلة و لم يعرض عبد الرحمنلدخولها. ثم رجع العدوّ و كفى الله شره،فاعتزم عبد الرحمن على العود إلى قرطبةفأشار عمروس عند ذلك على أهل طليطلةبالخروج إلى عبد الرحمن فخرج إليه الوجوهو أكرمهم، و دسّ خادم الحكم كتابه إلىعمروس بالحيلة على أهل طليطلة، فأشارعليهم عمروس بأن يدخلوا عبد الرحمن البلد،و أنزله بداره و اتخذ صنيعا للناس و استعدله (3) على موعد لذلك فكان يدخلهم من باب ويخرجهم من آخر خشية الزحام فيدخلون إلىحفرة في القصر و تضرب رقابهم عليها إلى أنقتل معظمهم و فطن الباقون فنفروا و حسنتطاعتهم من بعد ذلك، إلى أيام الفتنة كمانذكر، ثم عصى أصبغ بن عبد الله‏

(1) لعله يعني ملتوية أي غير مرضية.

(2) هو الثغر الأعلى كما في الكامل.

(3) بياض بالأصل و في الكامل ج 6 ص 200: «و أشاععمروس ان عبد الرحمن يريد ان يتخذ لهموليمة عظيمة و شرع في الاستعداد لذلك، وواعدهم يوما ذكره».