و ثلاثين. و يقال بل قتله نجى، و رجع نجىإلى سبتة ليحفظ ثغرها، و معه ولد حسن ابنيحيى صبيا و ترك السطيفي على وزارة حسنلثقته به، و بايعته غرناطة و جملة من بلادالأندلس. و هلك حسن مسموما بيد ابنة عمهإدريس، ثأرت بأخيها حسن سنة ثمان وثلاثين، فاعتقل السطيفي أخاه إدريس بنيحيى، و كتب إلى نجى و ابن حسن المستنصرالّذي كان عنده بسبتة ليعقد له. و اغتالهنجى و أجاز إلى مالقة، و دعي لنفسه. و وافقهالبربر و الجند. ثم نهض إلى الجزيرةليستأصل حسنا و محمدا ابني قاسم بن حمود، ورجع خاسئا فاغتاله في طريقه بعض عبيدالقاسم و قتلوه. و بلغ الخبر إلى مالقةفثارت العامة بالسطيفي، و قتل و أخرجإدريس بن يحيى المعتلي من معتقله، و بويعله سنة أربع و ثلاثين، و أطاعته غرناطة وقرمونة و ما بينهما و لقب العالي، و ولىعلى سبتة سكوت و رزق الله من عبيد أبيه. ثمقتل محمدا و حسنا ابني عمه إدريس، فثارالسودان بدعوة أخيهما محمد بمالقة، وامتنعوا بالقصبة، و كانت العامة مع إدريس،ثم أسلموه. و بويع محمد بمالقة سنة ثمان وثلاثين و تلقب المهدي، و ولى أخاه عهده ولقبه الساني. ثم نكر منه بعض النزعات ونفاه إلى العدوة فأقام بين غمارة، و لحقالعالي بقمارش فامتنع بها و أقام يحاصرمالقة و زحف باديس من غرناطة منكرا علىالمهدي فعله فامتنع عليه، فبايع له وانصرف و أقام المهدي في ملكه بمالقة، وأطاعته غرناطة و حيان و أعمالها إلى أن ماتبمالقة سنة أربع و أربعين.
و بويع إدريس المخلوع ابن يحيى المعتلي منمكانه بقمارش، و بويع له بمالقة و أطلقأيدي عبيده عليها لحقده عليهم، ففرّ كثيرمنهم إلى أن هلك سنة سبع و أربعين، و بويعمحمد الأصغر ابن إدريس المتأيد و تلقبه، وخطب له بمالقة و المرية و رندة. ثم سار إليهباديس فتغلب على مالقة سنة تسع و أربعين وأربعمائة، و سار محمد المستعلي إلى المريةمخلوعا، و استدعاه أهل مليلة فأجاز إليهمو بايعوه سنة تسع و خمسين، و بايعه بنوورقدى و قلوع جارة و نواحيها و هلك سنة (1) وأربعمائة. و أما محمد بن القاسم المعتقلبمالقة ففرّ هو من ذلك الاعتقال سنة أربععشرة، و لحق بالجزيرة الخضراء فملكها وتلقب المعتصم إلى أن مات سنة أربعين. ثمملكها بعده ابنه القاسم الواثق إلى أن هلكسنة خمسين، و صارت الجزيرة للمعتضد بنعباد
(1) رغم البحث الدقيق لم نستطع تحديد سنةوفاته في المراجع التي بين أيدينا.