تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 236
نمايش فراداده

و أذن لجيوشه في اللحاق بالقيروان. و كانكسيلة ملك أروبة و البرانس من البربر قداضطغن عليه بما كان يعامله به منالاحتصار، يقال: إنه كان يحاصره في كل يومو يأمره بسلخ الغنم إذا ذبحت لمطبخهفانتهز فيه الفرصة، و أرسل البربرفاعترضوا له في تهودا (1) و قتلوه فيثلاثمائة من كبار الصحابة و التابعين، واستشهدوا كلهم و أسر في تلك الوقعة محمد بنأوس الأنصاري في نفر فخلصهم صاحب قفصة، وبعث بهم إلى القيروان مع من كان بها منالمخلفين و الذراري. و رجع زهير بن قيس إلىالقيروان و اعتزم على القتال و خالفه حنشبن عبد الله الصنعاني و ارتحل إلى مصر واتبعه الناس فاضطر زهير إلى الخروج معهم،و انتهى إلى برقة فأقام بها مرابطا، واستأمن من كان بالقيروان إلى كسيلة فأمنهمو دخل القيروان و أقاموا في عهده.

زهير بن قيس البلوي

و لما ولي عبد الملك بن مروان بعث إلى زهيربن قيس بمكانه من برقة بالمدد، و ولّاه حربالبرابرة فزحف سنة سبع و ستين و دخلإفريقية و لقيه كسيلة على ميس من نواحيالقيروان فهزمه زهير بعد حروب صعبة، وقتله و استلحم في الوقعة كثير من أشرافالبربر و رجالاتهم. ثم قفل زهير إلى المشرقزاهدا في الملك، و قال: إنما جئت للجهاد وأخاف أن نفسي تميل إلى الدنيا، و سار إلىمصر و اعترضه بسواحل برقة أسطول صاحبقسطنطينية، جاءوا لقتاله فقاتلهم واستشهد رحمه الله تعالى.

حسان بن النعمان الغساني

ثم إن عبد الملك بن مروان بعد أن قتل عبدالله بن الزبير و صفا له الأمر، أمر حسانابن النعمان الغساني بغزو إفريقية، و أمدهبالعساكر، و دخل القيروان و افتتح قرطاجنةعنوة و خربها، و فر من كان بها من الروم والفرنجة إلى صقلّيّة و الأندلس. ثماجتمعوا

(1) تهوذة: بالفتح ثم الضم و سكون الواو والذال معجمة: اسم لقبيلة من البربر بناحيةافريقية، لهم ارض تعرف بهم (معجم البلدان).