تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 249
نمايش فراداده

بعاملهم سفيان بن المهاجر، و أخرجوه منداره إلى المسجد و قتلوا عامة أصحابه. ثمأمّنوه على أن يخرج من طرابلس فخرج سفيانلشهر من ولايته، و استعملوا عليهم إبراهيمبن سفيان التميمي، فبعث إليهم إبراهيم بنالأغلب العساكر و هزمهم، و دخل طرابلسعسكره. ثم استحضر إبراهيم الذين تولّواكبر ذلك، فحضروا في ذي الحجّة آخر السنة، وعفا عنهم و أعادهم إلى بلدهم. ثم انتقضعمران بن مجالد الربعيّ سنة خمس و تسعينعلى ابن الأغلب، و كان بتونس، و اجتمع معهعلى ذلك قريش بن التونسي، و كثرت جموعهما،و سار عمران إلى القيروان فملكها، و قدمعليه قريش من تونس، و خندق إبراهيم علىنفسه بالعبّاسيّة فحاصروه سنة كاملة،كانت بينه و بينهم حروب كان الظفر في آخرهالابن الأغلب. و كان عمران يبعث إلى أسد بنالفرات القاضي في الخروج إليهم و امتنع. ثمبعث الرشيد إلى إبراهيم بالمال فنادى فيالناس بالعطاء، و لحق به أصحاب عمران، وانتقض أمره و لحق بالزاب، فأقام به إلى أنتوفي ابن الأغلب. ثم بعث إبراهيم علىطرابلس ابنه عبد الله سنة ست و تسعين، فثارعليه الجند و حاصروه بداره. ثم أمّنوه علىأن يخرج عنهم فخرج، و اجتمع إليه الناس وبذل العطاء و أتاه البربر من كل ناحية. وزحف إلى طرابلس فهزم جندها و دخل المدينة.ثم عزله أبوه و ولّى سفيان بن المضاء فثارتهوّارة بطرابلس، و هجموا الجند فلحقوابإبراهيم بن الأغلب و أعاد معهم ابنه عبدالله في ثلاثة عشر ألفا من العساكر ففتكبهوّارة و أثخن فيهم، و جدّد سور طرابلس. وبلغ الخبر إلى عبد الوهاب بن عبد الرحمن بنرستم فجمع البربر و جاء إلى طرابلسفحاصرها و سدّ عبد الوهاب باب زناتة، و كانيقاتل من باب هوّارة. ثم جاءه الخبر بوفاةأبيه فصالحهم على أن يكون البلد و البحرلعبد الله، و أعمالها لعبد الوهاب، و سارإلى القيروان، و كانت وفاة إبراهيم فيشوّال سنة ست و تسعين.

ابنه أبو العباس عبد الله

و لما توفي إبراهيم بن الأغلب عهد لابنهعبد الله، و كان غائبا بطرابلس و البربريحاصرونه كما ذكرناه، و أوصى ابنه الآخرزيادة الله أن يبايع له بالإمارة ففعل، وأخذ له البيعة