تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 311
نمايش فراداده

فلما كان سنة ثمان و خمسين و ثلاثمائةانتقض على أبي المعالي و أخرجه من حلب واستبد بملكها. و سار أبو المعالي إلى حرانفمنعه أهلها، فسار إلى والدته بميافارقينو هي بنت سعيد بن حمدان أخت أبي فراس. و لحقأصحابه بأبي ثعلب، و بلغ أمه بميافارقين وهي بنت سعيد بن حمدان أخت أبي فراس أنهيريد القبض عليها فمنعته أياما من الدخول،حتى استوثقت لنفسها و أذنت له و لمن رضيته،و أطلقت لهم الأرزاق و منعت الباقين و سارأبو المعالي لقتال قرعوية بحلب فامتنععليه، ثم لحق أبو المعالي بحماة، و أقامبها و بقيت الخطبة بحران له و لا واليعليهم من قبله، فقدموا عليهم من يحكمبينهم.

مسير أبي ثعلب من الموصل إلى ميافارقين

و لما سمع أبو ثعلب بخروج أبي المعالي منميافارقين إلى حلب لقتال قرعوية، سارإليها و امتنعت زوجة سيف الدولة منه، واستقر الأمر بينهما على أن تحمل إليهمائتي ألف درهم. ثم نمي إليها أنه يحاولعلى ملك البلد فكبسته ليلا، و نالت منمعسكره فبعث إليها يلاطفها فأعادت إليهبعض ما نهب، و حملت إليه مائة ألف درهم وأطلقت الأسارى فرجع عنها.

استيلاء الروم على انطاكية ثم حلب ثمملازكرد

و في سنة تسع و خمسين خرج الروم إلىانطاكية فمروا بحصن الوفاء (1) بقربها، و همنصارى فحاصروهم، و اتفقوا على أن يرحلواإلى أنطاكية، فإذا نزل الروم عليها ثاروامن داخل. و انتقل أهل الوفاء و نزلوا بجبلأنطاكية. و جاء بعد شهرين أخو يعفور (2) ملكالروم في أربعين ألفا من جموع الروم، ونازل أنطاكية فأخلى له أهل الوفاء السورمن ناحيتهم، و ملكوا البلد و سبوا منهاعشرين ألفا. ثم أنفذ ملك الروم جيشا

(1) حصن لوقا: ابن الأثير ج 8 ص 603.

(2) نقفور: ابن الأثير ج 8 ص 603.