و صاحبها أبو الحسن بن عكشان و للهدبانيّةقلعة إربل و أعمالها، و صاحبها أبو الحسنابن موشك، (1) و نازعه أخوه أبو علي بن أربلفأخذها منه بإعانة ابن عكشان، و أسر أخاهأبا الحسن. و كان قراوش و أخوه زعيم الدولةأبو كامل مشغولين بالعراق فنكرا ذلك لمّابلغهما. و رجعا إلى الموصل، فطلب قراوش منالحميديّ و الهدبانيّ النجدة على نصيرالدولة بن مروان، فجاء الحميدي بنفسه، وبعث الهدباني أخاه.
و أصلح قراوش و نصير الدولة. ثم قبض علىعكشان و صالحه على إطلاق أبي الحسن ابنموشك، و امتنع أخوه أبو علي و كان عكشانعونا عليه، فأجاب و رهن في ذلك ولده. ثمأرسل أبا علي في ذلك الأمر، و حضر بالموصلليسلّم أربل إلى أخيه أبي الحسن، و سلّمقراوش إليه قلاعه. و خرج ابن عكشان و أبوعلي ليسلّما إربل إلى أبي الحسن بن موشك،فغدرا به و قبضا على أصحابه، و هرب هو إلىالموصل و تأكّدت الوحشة بينهما و بينقراوش.
ثم وقعت الفتنة بين معتمد الدولة قراوش وأخيه زعيم الدولة أبي كامل، و كان سببهاأنّ قريشا ابن أخيهما بدران فتن عمّه أباكامل، و جمع عليه الجموع و أعانه عمّهالآخر. و استمدّ قراوش بنصير الدولة بنمروان فبعث إليه بابنه سليمان. و أمدّهالحسن ابن عكشان و غيرهما من الأكراد وساروا إلى معلابا (2) فنهبوها و أحرقوها. ثماقتتلوا في المحرّم سنة إحدى و أربعينيوما و ثانيا، و وقفت الأكراد ناحية عنالمصاف و لم يغشوا المجال. و تسلّل عنقراوش بعض جموعه من العرب إلى أخيه، و بلغهأنّ شيعة أخيه أبي كامل بالأنبار و وثبوافيها و ملكوها فضعف أمره، و أحس من نفسهالظهور عليه.
و لم يبرح فركب أخوه أبو كامل و قصد حلّته،فركب قراوش للقائه، و جاء به أبو كامللحلّته ثم بعث به إلى الموصل و وكّل به. وملك أبو كامل الموصل و اشتطّ عليه
(1) كذا بالأصل و في الكامل ج 9 ص 549: «و كانللحميد به عدة حصون تجاور الموصل منهاالعقر و ما قاربها، و للهذبانية قلعة إربلو أعمالها، و كان صاحب العقر حينئذ أباالحسن بن عيسكان الحميديّ، و صاحب إربلابو الحسن بن موسك الهذبانيّ». (2) معلثايا: ابن الأثير ج 9 ص 553.