تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 407
نمايش فراداده

وفاة علي بن الإخشيد و ولاية كافور

ثم توفي علي بن الإخشيد سنة خمس و خمسين وثلاثمائة فأعلن كافور بالاستبداد بالأمردون بني الإخشيد. و ركب بالمظلّة و كتب لهالمطيع بعهده على مصر و الشام و الحرمين وكنّاه العالي باللَّه، فلم يقبل الكنية، واستوزر أبا الفضل جعفر بن الفرات، و كان منأعاظم الملوك جوادا ممدوحا سيوسا كثيرالخشية للَّه و الخوف منه. و كان يداريالمعزّ صاحب المغرب و يهاديه، و صاحببغداد و صاحب اليمن، و كان يجلس للمظالم فيكل سبت إلى أن هلك.

وفاة كافور و ولاية أحمد بن علي بنالإخشيد

ثم توفي كافور منتصف سبع و خمسين وثلاثمائة لعشرة سنين و ثلاثة أشهر مناستبداده.

منها سنتان و أربعة أشهر مستقلا من قبلالمطيع، و كان أسود شديد السواد و اشتراهالإخشيد بثمانية عشر دينارا. و لما هلكاجتمع أهل الدولة و ولّوا أحمد بن علي بنالإخشيد و كنيته أبو الفوارس، و قامبتدبير أمره الحسن ابن عمه عبد الله بنطغج، و على العساكر شمول مولى جدّه، و علىالأموال جعفر بن الفضل، و استوزر كاتبهجابر الرياحي. ثم أطلق ابن الفرات بشفاعةابن مسلم الشريف، و فوّض أمر مصر إلى ابنالرياحي.

مسير جوهر الى مصر و انقراض دولة بني طغج

و لما فرغ المعز لدين الله من شواغلالمغرب بعث قائده جوهر الصّقلي الكاتب إلىمصر، و جهّزه في العساكر، و أزاح عللها. وسار جوهر من القيروان إلى مصر، و مرّ ببرقةو بها أفلح مولى المعز فلقيه، و ترجّل لهفملك الإسكندرية، ثم الجيزة. ثم أجاز إلىمضر و حاصرها، و بها أحمد بن علي بنالإخشيد و أهل دولته. ثم افتتحها سنة