تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 409
نمايش فراداده

و نهب الأكراد عامّة البلد، و أغلق أبوعلي الأبواب دونهم، و منعهم من الدخولفذهبوا كل مذهب، و ذلك كله سنة ثمانين وثلاثمائة.

مقتل أبي علي بن مروان و ولاية أخيه أبيمنصور

كان أبو علي بن مروان قد تزوّج بنت سعدالدولة بن سيف الدولة، و زفّت إليه من حلبو أراد البناء بها بآمد فخاف شيخها أن يفعلبه و بهم ما فعل في ميّافارقين فحذّرأصحابه منه، و أشار عليهم أن ينثرواالدنانير و الدراهم إذا دخل، و يقصدوا بهاوجهه فيضربوه فكان كذلك. ثم أغفله و ضربرأسه و اختلط أصحابه، فرمى برأسه إليهم، وكرّ الأكراد راجعين إلى ميّافارقينفاستراب بهم مستحفظها أن يملكوها عليه، ومنعهم من الدخول. ثم وصل مهد الدولة أبومنصور بن مروان أخو أبي علي إلىميّافارقين فأمكنه المستحفظ من الدخولفملكه، و لم يكن له فيه إلا السكّة والخطبة، و نازعه أخوه أبو نصر فأقام بهامضيّقا عليه فغلبه أبو منصور، و بعثه إلىقلعة أسعرد فأقام بها مضيّقا عليه و أمّاآمد فتغلّب عليها عبد الله شيخهم أياما، وزوّج بنته من ابن دمنة الّذي تولّى قتل أبيعلي بن مروان فقتله ابن دمنة، و ملك آمد وبنى لنفسه قصرا ملاصقا للسور. و أصلح أمرهمع مهد الدولة بالطاعة. و هادي ملك الروم وصاحب مصر و غيرهما من الملوك، و انتشرذكره.

مقتل مهد الدولة بن مروان و ولاية أخيهأبي نصر

ثم إنّ مهد الدولة (1) أقام بميّافارقين، وكان قائده شروة متحكما في دولته. و كان لهمولى قد ولّاه الشرطة. و كان مهد الدولةيبغضه و يهمّ بقتله مرارا. ثم يتركه من أجلشروة، فاستفسد مولاه شروة على مهد الدولةلحضوره. فلمّا حضر عنده قتله و ذلك سنةاثنتين و أربعمائة ثم خرج على أصحابه وقرابته يقبض عليهم كأنه بأمر مهد الدولةثم مضى الى ميافارقين ففتحوا له يظنونهمهد الدولة فملكها، و كتب إلى أصحاب‏

(1) مهذب الدولة: ابن الأثير ج 9 ص 183 المختصرفي اخبار البشر ج 2 ص 136.