إليه العساكر لقتاله سنة إحدى و سبعين ومائتين فزحف إليه عمرو في خمسة عشر ألفا منالمقاتلة فهزمه أحمد بن عبد العزيز والعساكر و استباحوا معسكره، و دفعوه عنأصفهان و الري. و كان المعتمد لمّا عزله ولعنه بعث صاعد بن مخلّد في العساكر إلىفارس لقتال عمرو بن الليث و إخراجه منفارس، فسار لذلك و لم يظفر. و رجع سنةاثنتين و سبعين و مائتين. ثم سار الموفّقسنة أربع و سبعين و مائتين إلى فارس لحربعمرو ابن الليث، فسيّر عمرو قائده عبّاسبن إسحاق إلى شيراز، و ابنه محمد بن عمروإلى أرّجان و بعث على مقدّمته أبا طلحة بنشركب صاحب جيشه، فاستأمن أبو طلحة إلىالموفّق و فتّ ذلك في عضد عمرو، و خام عنلقائه. و سار الموفّق إلى شيراز و ارتاببأبي طلحة فقبض عليه، و ملك الموفّق فارس،و عاد عمرو إلى كرمان فسار الموفّق فيطلبه، فلحق بسجستان على المفازة، و توفيابنه محمد بن عمرو بها. و امتنعت كرمان وسجستان على الموفّق فعاد إلى بغداد. وارتاب عمرو بن الليث بأخيه عليّ فحبسهبكرمان، و حبس معه ابنه المعدل و الليثفهربوا من محبسهم، و لحقوا برافع ابنالليث عند ما ملك طبرستان و جرجان من محمدبن زيد العلويّ سنة سبع و سبعين و مائتينفأقاموا عنده، و هلك عليّ بن الليث و بقيولداه عنده. ثم رضي المعتمد عن عمرو بنالليث و ولّاه الشرطة ببغداد، و كتب اسمهعلى الأعلام و الترسة سنة ست و سبعين ومائتين و استخلف في الشرطة عبيد الله بنعبد الله بن طاهر، ثم سخطه لسنة و محا اسمهمن الأعلام.
ثم سخط المعتمد رافع بن الليث لامتناعه عنتخلية قرى السلطان بالريّ بعد أن أمرهبذلك، فكتب إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبيدلف يأمره بمحاربة رافع و إخراجه عن الريّ.و كتب إلى عمرو بن الليث بولاية خراسان. وحارب أحمد بن عبد العزيز سنة ثمانين ومائتين فقاتل أخويه عمر و بكر ابني عبدالعزيز فهزمهما إلى أصفهان، و أقام بالريباقي سنته. ثم سار إلى أصفهان فملكها سنةإحدى و ثمانين و مائتين و عاد إلى جرجان، ووافى عمرو بن الليث خراسان واليا عليهابجموعه.