بقهستان و قصد محمود نيسابور، و انتهى إلىطرسوس فهرب بكثرزون إلى جرجان، و بعث فيإثره أرسلان الحاجب (1) إلى أن وصل جرجان، ورجع فاستخلفه محمود على طرسوس، و سار إلىهراة فخالفه بكثرزون إلى نيسابور و ملكها.و رجع إليها محمود فأجفل عنها، و مرّ بمروفنهبها و لحق ببخارى و استقرّ محمودبخراسان و أزال عنها ملك بني سامان، و خطبفيها للقادر العبّاسي، و استدعى الولايةمن قبله فبعث إليه بالعهد عليها و الخلعلبني سيجور، و أنزله نيسابور و سار هو إلىبلخ كرسي أبيه فافتقده (2) و اتفق أصحابالأطراف بخراسان على طاعته مثل آل أفريقونبالجوزجان و الشاه صاحب غرسيان و بنيمأمون بخوارزم.
و لما ملك محمود خراسان و لحق عبد الملكببخارى اجتمع إليه فائق و بكثرزون وغيرهما من الأمراء، و أخذوا في جمعالعساكر لمناهضة محمود بخراسان. ثم ماتفائق في شعبان من هذه السنة فاضطربوا ووهنوا لأنه كان المقدّم فيهم، و كان خصيّامن موالي نوح بن نصر فطمع ايلك خان فيالاستيلاء على ملكهم، كما ملكه بقراخانقبله، فسار في جموع الترك يظهر المدافعةلعبد الملك عنه فاطمأنوا لذلك، و خرجبكثرزون و غيره من الأمراء و القوّادللقائه فقبض عليهم جميعا. و دخل بخارى عاشرذي القعدة. و نزل دار الإمارة و اختفى عبدالملك فبعث العيون عليه حتى ظفر به و أودعهالسجن في أرزكند (3) فمات. و حبس معه أخاهأبا الحرث منصور المخلوع و إخوته الآخرينأبا إبراهيم إسماعيل و أبا يعقوب، وأعمامه أبا زكريا و أبا سليمان و أبا صالحالقاري و غيرهم من بني سامان. و انقرضتدولتهم بعد أن كانت انتشرت في الآفاق مابين حلوان و بلاد الترك، و وراء النهر، وكانت من أعظم الدول و أحسنها سياسة.
(1) أرسلان الجاذب: ابن الأثير ج 9 ص 146. (2) هكذا بالأصل و في الكامل ج 9 ص 146: «و سارهو الى بلخ «مستقرّ والده، فاتخذها دارملك و اتفق أصحاب الاطراف بخراسان علىطاعته كآل فريغون.» (3) بافكند: ابن الأثير ج 9 ص 149.