تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 563
نمايش فراداده

جنده فشاع ذكره و حمدت سيرته. و كتب أهلالناحية إلى مرداويج بالنبإ فغصّ.

و جاء من طبرستان إلى الريّ و أطلق مالالجماعة من قوّاده على كرج فاستمالهم عمادالدولة و أحسن إليهم، فأقاموا عنده. واستراب مرداويج فكتب إلى عماد الدولة فياستدعائهم، فدافعه و حذّرهم منه فحذروا.ثم استأمن إليه سيراذ (1) من أعيان قوّادمرداويج، فكثف به جمعه و سار إلى أصفهان وبها المظفّر بن ياقوت من قبل القاهر، فيعشرة آلاف مقاتل، و على خراجها ابو علي بنرستم، فاستاذنهما في الانحياز إليهما، والدخول في طاعة الخليفة، فأعرضا عنه، ومات خلال ذلك ابن رستم و برز ابن ياقوت منأصفهان لمدافعته، و استأمن إليه من كان معابن ياقوت من الجيل و الديلم، ثم لقيه عمادالدولة في تسعمائة فهزمه و ملك أصفهان.

استيلاء ابن بويه على أرجان و أخواتها ثمعلى شيراز و بلاد فارس

و لما بلغ خبر أصفهان إلى مرداويج اضطرب،و كتب إلى عماد الدولة بن بويه يعاتبه ويستميله، و يطلب منه إظهار طاعته، و يمدّهبالعساكر في البلاد و الأعمال، و يخطب لهفيها. و جهّز له أخاه وشمكير في جيش كثيفليكبسه و هو مطمئن إلى تلك الرسالة، و شعرابن بويه بالمكيدة فرحل عن أصفهان بعد أنجباها شهرين، و سار إلى أرّجان و بها أبوبكر بن ياقوت من أصفهان واليا عليها، ففصلعنها. و لما ملك ابن بويه أرّجان كاتبه أهلشيراز يستدعونه إليهم، و عليهم يومئذياقوت عامل الخليفة، و ثقلت وطأته عليهم وكثر ظلمه، فاستدعوا ابن بويه و خام عنالمسير إليهم، فأعادوا إليه الكتاببالحثّ على ذلك، و أنّ مرداويج طلب الصلحمن ياقوت فعاجل الأمر قبل أن يجتمعا، فسارإلى النوبندجان في ربيع سنة إحدى و عشرين وثلاثمائة و سبقته إليها مقدّمة ياقوت فيألفين من شجعان قومه. فلما وافاهم ابن بويهانهزموا إلى كرمان و جاءهم ياقوت هنالك فيجميع أصحابه. و أقام عماد الدولةبالنّوبندجان، و بعث أخاه ركن الدولةالحسن إلى كازرون و غيرها من أعمال فارس،

(1) شيرزاد: ابن الأثير ج 8 ص 269.