و أطاعوه، و مالوا إليه مع أبيه. ثم إنّأبا عليّ همّ أن يلحق بخراسان فلحق، ثم سارإلى الأمير أبي الحرث ببخارى و أغراهبالريّ كما مرّ، و توفي سنة ست و خمسين وثلاثمائة و صفت كرمان لأليسع. و كان عضدالدولة مزاحما لأليسع في بعض حدود عمله،مدلّا بجهل الشباب، فاستحكمت القطيعةبينهما و هرب بعض أصحاب عضد الدولة إليه،فزحف إليه و استأمن إليه أصحابه، و بقي فيقلّ من أصحابه فاحتمل أهله و أمواله، و لحقببخارى. و سار عضد الدولة إلى كرمان فملكهاو أقطعها ولده أبا الفوارس الّذي ملكالعراق بعد، و لقّب شرف الدولة. و استخلفعليها كورتكين بن خشتان (1) و عاد إلى فارس وبعث إليه صاحب سجستان الطاعة و خطب له. ولما وصل أليسع إلى بخارى أنذر بني سامانعلى تقاعدهم عن نصره فوثبوا عليه فنفوهإلى خوارزم، و كان قد خلّف أثقاله بنواحيخراسان فاستولى عليها أبو علي بن سيجور، وأصاب أليسع رمد اشتدّ به بخوارزم فضجر منهو قطع عرقه بيده. و كان ذلك سبب هلاكه، و لميعد لبني إلياس بكرمان بعده ملك.
كان حسنويه بن الحسن الكرديّ من رجالاتالكرد، و استولى على نواحي الدّينور واستفحل أمره، و كان يأخذ الخفارة منالقفول التي تمرّ به و يخيف السابلة، إلّاأنه كان فئة للديلم على عساكر خراسان متىقصدتهم (2). و كان ركن الدولة يرعى له ذلك ويغضى عن إساءته. ثم وقعت بينه و بين سلار بنمسافر بن سلار (3) فتنة و حرب فهزمه حسنويه وحصره و أصحابه من الديلم في مكان، ثم جمعالشوك و طرحه بقربهم و أضرمه نارا حتىنزلوا على حكمه فأخذهم، و قتل كثيرا منهم،فلحقت ركن الدولة النفرة لعصبية الديلم، وأمر وزيره أبا الفضل بن العميد بالمسيرإليه فسار في محرّم سنة
(1) جستان: ابن الأثير ج 8 ص 587. (2) هكذا بالأصل و في الكامل ج 8 ص 605: «و كانسبب ذلك ان حسنوي ابن الحسين الكردي كان قدقوي و استفحل أمره لاشتغال ركن الدولة بماهو أهم منه، و لأنه كان يعين الديلم علىجيوش خراسان إذا قصدتهم». (3) سهلان بن مسافر: المرجع السابق.