تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 620
نمايش فراداده

على مرحلتين من شيراز فقبض عليه صاحبها، وجاء أبو نصر بن بختيار فأخذه منه و قتله فيذي الحجّة سنة ثمان لتسع سنين من إمارتهبفارس، و أسلمت أمّه إلى بعض قوّاد الديلمفقتلها و دفنها بداره حتى ملك بهاء الدولةفارس، فنقلها الى تربة بني بويه.

استيلاء بهاء الدولة على فارس و خوزستان

و لما قتل صمصام الدولة و ملك ابنا بختيارفارس بعثا إلى أبي علي بن أستاذ هرمزيستميلانه، و يأمرانه بأخذ العهد لهما علىالذين معه من الديلم، و محاربة بهاءالدولة.

و كتب إليه بهاء الدولة يستميله و يؤمّنهو يؤمّن الديلم الذين معه و يرغّبهم، واضطرب رأي أبي علي لخوفه من ابني بختيارلما أسلف من قتل إخوتهما و حبسهما فمالعنهما، و مال الديلم عن بهاء الدولة خوفامن الأتراك الذين معه، فما زال أبو علي بهمحتى بعثوا جماعة من أعيانهم إلى بهاءالدولة، و استوثقوا يمينه و نزلوا إلىخدمته، و ساروا إلى الأهواز ثم إلىرامهرمز و أرّجان. و استولى بهاء الدولةعلى سائر بلاد خوزستان و بعث وزيره أبا عليبن إسماعيل إلى فارس، فنزل بظاهر شيراز وبها ابنا بختيار فحاربهما، و مال بعضأصحابهما إليه. ثم انفضّوا عنهما إلى أبيعلي و أطاعوه، و استولى على شيراز و لحقأبو نظر ابن بختيار ببلاد الديلم و أخوهأبو القاسم ببدر بن حسنويه ثم بالبطيحة. وكتب الوزير أبو علي إلى بهاء الدولةبالفتح، فسار إلى شيراز و أمر بنهب قريةالرودمان فملكها، و أقام بهاء الدولةبالأهواز، و استخلف ببغداد أبا علي بنجعفر المعروف بأستاذ هرمز و لقّبه عميدالعراق. و بقي ملوك الديلم بعد ذلك يقيمونبفارس الأهواز و يستخلفون على العراق مدّةطويلة.

مقتل ابن بختيار بكرمان و استيلاء بهاءالدولة عليها

لما استقرّ أبو نصر بن بختيار ببلادالديلم كاتب جند الديلم بفارس و كرمان واستمالهم، فاستدعوه إلى فارس، فاجتمعإليه كثير من الربض و الديلم و الأكراد. ثمسار إلى‏