تاریخ ابن خلدون

عبدالرحمان بن محمد ابن خلدون

جلد 4 -صفحه : 696/ 682
نمايش فراداده

وفاة صدقة و ولاية سابور بن المرزبان

ثم توفي صدقة بن فارس المازياري في محرملاثنتي عشرة سنة من ولايته، و كان سابورابن المرزبان بن مردان قائد جيشه. و كانأبو الهيجاء محمد بن عمران بن شاهين قدتنقل بعد موت أبيه في البلاد بمصر، و عندبدر بن حسنويه حتى استقرّ عند الوزير أبيغالب، و نفق عنده بما كان لديه من الأدب.

عزل سابور و ولاية أبي نصر

ثم إنّ أبا نصر بن مردان زاد في المقاطعة ولم يبلغها سابور، و تخلّى عن الولاية وفارق البطيحة إلى جزيرة بني دبيس، واستقرّ أبو نصر في ولايتها. ثم عادت إلىأبي عبد الله الحسين بن بكر السراني.

عصيان أهل البطيحة على أبي كاليجار

و بعث أبو كاليجار سنة ثمان عشرة وأربعمائة وزيره أبا محمد بن نابهشاد (1) إلىالبطيحة، و مقدّمها يومئذ أبو عبد اللهالحسين بن بكر السراني فعسف بالناس فيأموالهم، و قسط عليهم مقادير تؤخذ منهمفانجلوا إلى البلاد. و عزم الباقون على قتلالسراني، و نما الخبر إلى السراني فجاءإليهم و اعتذر إليهم، و أوعدهم بالمساعدةو أشار عليه الوزير بإصلاح السفن حتىزحزحها بحيث لا يتمكن منها. ثم وثبوا بهفأخرجوه، و كان عندهم جماعة من عسكر جلالالدولة محبوسين فأخرجوهم، و استعانوا بهمو عادوا إلى الامتناع الّذي كانوا عليهأيام مهذّب الدولة فتمّ لهم ذلك.

ثم جاء ابن المعبراني فغلب على البطيحة وأخرج منها السراني فلحق بيزيد بن مزيد،

(1) هو محمد بن بابشاذ: ابن الأثير ج 9 ص 359