تفسیر الاحلام

محمد بن سیرین

نسخه متنی -صفحه : 242/ 117
نمايش فراداده

تدل على نفسها، فما نزل منها أوجاء منناحيتها جاء نظيره منها من عند اللهّ، ليسللخلق فيه تسبب، مثل أن يسقط منها نار فيالدور، فيصيب الناس أمراض وبرسام وجدريوموت. وإن سقطت منها نار في الأسواق، عزوغلا ما يباع بها من المبيعات. وإن سقطت فيالفدادين والأنادر وأماكن النبات، أذتالناس واحترق النبات وأصابه برد أو جراد،وإن نزل منها ما يدل على الخصب والرزقوالمال، كالعسل والزيت والتين والشعير،فإن الناس يمطرون أمطاراً نافعة، يكوننفعها في الشي‏ء النازل من السماء، وربمادلت السماء على حشم السلطان وذاته، لعلوهاعلى الخلق وعجزهم عن بلوغها، مع رؤيتهموتقلبهم في سلطانها، وضعفهم عن الخروج منتحتها. فما رؤي منها وفيها أو نزل بهاوعليها، من دلائل الخير والشر، وربما دلتعلى قصره ودار ملكه وفسطاطه وبيت ماله،فمن صعد إليها بسلم أو سبب، نال مع الملكرفعة. وعنده، وإن صعد إليها بلا سبب ولاسلم، ناله خوف شديد من السلطان، ودخل فيغزر كثير في لقياه أو فيما أمله عنده أومنه.

وإن كان ضميره استراق السمع، تجسس علىالسلطان أو تسلل إلى بيت ماله وقصرهليسرقه. وإن وصل إلى السماء، بلغ غايةالأمر، فإن عاد إلى الأرض، نجا مما دخلفيه، وإن سقط من مكانه عطب في حاله، علىقدر ما آل أمره في سقوطه، وما انكسر له منأعضائه، وإن كان الواصل إلى السماء مريضاًفي اليقظة، ثم لم يعد إلى الأرض، هلك منعلته، وصعدت روحه كذلك إلى السماء. وإن رجعإلى الأرض، بلغ الضر فيه غايته ويئس منهأهله ثم ينجوان شاء الله، إلا أن يكون فيحين نزوله أيضاً في بئر أوحفير ثم لم يخرجمنه، فإن ذلك قبره الذي يعود فيه من بعدرجوعه، وفي ذلك بشارة بالموت على الإسلام،لأن الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء، ولاتصعد أرواحهم إليها. وأما رؤية الأبواب،فربما دلت إذا كثرت على الربا إن كان الناسفي بعض دلائله، أو كان في الرؤيا يصعد منهاذباب أو نحل أو عصافير أو نحو ذلك، فإن كانالناس في جدب مطروا مطراً وابلاً قال اللهتعالى: "ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر"ولا سيما إن نزل منها ما يدل على الرحمة،والخصب، كالتراب والرمل بلا غبار ولا ضرر.وأما إن رمى الناس منها بسهام، فإن كانوافي بعض أدلة الطاعون، فتحت أبوابه عليهم.وإن كانت السهام تجرح كل من أصابته وتسيلدمه، فإنه مصادرة من السلطان على كل إنسانبسهمه، وإن كان قصدها إلى الأسماعوالأبصار، فهي فتنة تطيش سهامها، يهلكفيها دين كل من أصابت سمعه أو بصره. وإنكانت تقع عليهم ضرر فيجمعونهاويلتقطونها، فغنائم من عند الله،كالجراد، وأصناف الطير كالعصفور والقطاوالمن، غنائم وسهام بسبب السلطان في جهادونحوه، أو أرزاق وعطايا يفتح لها بيوتماله وصناديقه، وأما دنو السماء، فيدل علىالقرب من الله، وذلك لأهل الطاعاتوالأعمال الصالحات. وربما دل ذلك علىالملهوف المضطر الداعي، يقبل دعاؤهويستجاب، لأن الإشارة عند الدعاء بالعينإلى ناحية السماء، وربما دل ذلك على الدنووالقرب من الإمام والعالم والوالد والزوجوالسيد، وكل من هو فوقك بدرجة، الفضل علىقدر همة كل إنسان في يقظته ومطلبه وزيادةمنامه، وما وقع في ضميره.

وأما سقوط السماءعلى الأرض إن كان مسافراً وقد يعود أيضاًذلك خاصة على سلطان صاحب المنام وعلى منفوقه من الرؤساء من والد أو زوج أو سيدونحوهم، وقد يدل سقوطها على الأرض الجدبة،أو كان الناس يدوسونها بالأرجل من بعدسقوطها وهم حامدون، وكانوا يلتقطون منهاما يدل على الأرزاق والخصب والمال، فإنهاأمطار نافعة عظيمة الشأن، والعرب تسميالمطر سماء، لنزوله منها.