تفسیر الاحلام

محمد بن سیرین

نسخه متنی -صفحه : 242/ 210
نمايش فراداده

وقيل لو رأت امرأة أنَّ ميتاً نكحها فإنهاتصيب خيراً من موضع لا ترجوه، كما أنّالميت لا يرجى، وكذلك نكاح الرجل الميت.ومن نكح امرأة في دبرها حاول أمراً من غيروجهه.

ومن رأى أنّه يدخل على حرم المملوك أويضاجعهن، فإنّها حرمة تكون له بأولئكالملوك إن كان في الرؤيا ما يدل على بروخير، وإلا فإنّه يغتاب تلك الحرم.

ومن رأى أنّ امرأته حائض، انغلق عليهأمره. فإن ظهرت انفتح عليه ذلك الأمر.فإنَّ جامعها عند ذلك تيسر أمره. فإن رأىَأنّه هو الحائض أتى محرماً. وإن رأى أنّهجنب اختلط عليه أمره. فإن اغتسل ولبس ثوبهخرج من ذلك، وكذلك المرأة.

ومن رأى لامرأته لحية لم تلد المرأةأبداً. وإن كان لها رلد ساد أهل بيته. وقالالقيرواني: أما عقد النكاح للمرأةالمجهولة إذا كان العاقد مريضاً مات، وإنكان مفيقاً عقد عقداً على سلطان أو شهدشهادة على مقتول، لأنّ المرأة سلطان،والوطء كالقتل، والذكر كالخنجر والرمح،سيما الافتضاضِ الذي فيه جريان الدم عنالفعل. وِإن كانت معروفة أو نسبت له أو كانأبوها شيخاً، فإنّه يعقد وجهاً من الدنيا،إما داراً أو عبداً أو حانوتاً، أو يشتريسلعة، أو ينعقد له من المال ما تقرّ بهعينه. وإن تأجل وقته حتى يدخل بالزوجةوينال منها حاجته، فيتعجل ما قد تأجل.

وأما الوطء: فدالت على بلوغ المراد ممايطلبه الإنسان، أو هو فيه أو يرجوه من دينأو دنيا، كالسفر والحرت والدخول علىالسلطان، والركوب في السفن، وطلب الضال،لأنّ الوطء لذة ومنفعة فيه تعب ومداخلة.فإن وطى‏ء زوجته نال منها ما يرجوه أونالت هي ذلك منه.

وأما نكاح المحرمات، فإن وطأه إياهن صلاتمن بعد إياس، وهبات في الأم، خاصة من بعدقطيعة، لرجوعه إلى المكان الذي خرج منهبالنفقة والإقبال من بعد الصد، إلا أنيطأهن في أشهر الحج، أو يكون في الرؤيا مايدل عليه فإنّه يطأ بقدمه الأرض الحرام،ويبلغ منها مراده. وإن كانت قد تمت لذته،وتكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلكالمكان الطيب الذي لا يمله طالب، وإن رجعمنه طالبته نفسه بالعودة إليه. ومن أحرز فييده شيئاً من نطفة أو رآها في ثوبه، نالمالاً من ولد أو غيره.

وأما نكاح البهائم والأنعام المعروفة،فإنّه دليل على الإحسان إلى من لا يراه، أوالنفقة في غير الصواب، إن كانت مجهولة ظفربمن تدل عليه تلك الدابة من حبيب أو عدو،ويأتي في ذلك ما لا يحل له منه. فإن كانتالدابة هي التي نكحته، كان هو المغلوبالمقهور، إلاّ أن يكون عند ذلك غيرمستوحش، ولا كان من الدابهّ أو السبعوشبهه إليه مكروه، فإنّه ينال خيراً منعدوه أو ممن لم يكن يرجوه. وقد يدل ذلك علىوطء المحرمات من الإناتّ والذكران، إذاكان مع ذلك شاهد يقويه. وأما الوطء فيالدبر فإنّه يطلب أمراً عسيراً من غيروجهه، ولعله لا يتم له ويذهب فيه مالهونفقته، ويتلاشى عنده عمله، لأنّ الدبر لاتتم فيه نطفة ولا تعود منه فائدة كما يعودمن الفرج.

وأما افتضاض البكر العذراء: فمعالجةالأمور الصعاب، كلقيا بعض السلاطين،كالحرب والجلاد وافتتاح البلدان وحفرالمطامير والآبار وطلب الكنوز والدواوين،والبحث عن العلوم الصعاب والحكمةالمخفية، والدخول في سائر الأمور الضيقة.فإن فتح وأولج في منامه، نجح في مطلوبه فييقظته، وإن انكسر ذكره أو حفي رأسه وأتتهشهوته دون أن يولجه، ضربه جده أو ضعفتحيلته أو استماله هواه عما أراد. أو بذل لهمال عما طلبه حتى تركه على قدر المطالب فياليقظة.

وأما نكاح الذكران: فانظر إلى المنكوح،فإن كان شاباً ظفر الناكح بعدوه، وإن كانشيخاً ظفر بجده وعلا بحظه، وإن كانمعروفاً قهره الناكح وظلمه وعدا عليه، وإنكان طفلاً صغيراً ركب ما لا ينبغي له وحملغير مشقة لا تصلح له. وإن كان المنكوحصديقه باينه بأمر لم يكن المنكوح يظنه. فإنكان بميله وإرادته فإنّه ينال من الفاعلخيراً ويشترك الفاعل والمفعول مع غيرهما،ويجتمعان على شي‏ء مكروه.