امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 130
نمايش فراداده

بحوث‏

1- أهمية المثال في بيان الحقائق:

الأمثلة المناسبة لها دور حساس: و عظيم فيالتوضيح و الإقناع و الإفهام.

المثال المناسب قد يقرّب طريق الفهم إلىالأذهان بحيث نستعيض به عن الاقتحام فيالاستدلالات الفلسفية المعقدة.

و أهم من ذلك، نحن لا نستطيع أن نستغني عنالأمثلة المناسبة في تعميم و نشرالموضوعات العلمية الصعبة بين عامةالنّاس.

و لا يمكننا أن ننكر دور المثال في إسكاتالأفراد المعاندين اللجوجين المتعنّتين.

على كل حال، تشبيه «المعقول» بـ«المحسوس» أحد الطرق المؤثرة في تفهيمالمسائل العقلية، على أن يكون المثال- كماقلنا- مناسبا، و إلّا فهو مضلّ و خطر.

من هنا نجد في القرآن أمثلة كثيرة رائعةشيقة مؤثّرة، ذلك لأنه كتاب لجميع البشرعلى اختلاف عصورهم و مستوياتهم الفكرية،إنه كتاب في غاية الفصاحة و البلاغة «1».

2- لماذا التمثيل بالبعوضة؟

المعاندون اتخذوا من صغر البعوضة والذبابة ذريعة للاستهزاء بالأمثلةالقرآنية.

لكنّهم لو أنصفوا و أمعنوا النظر في هذاالجسم الصغير، لرأوا فيه من عجائب‏

1- حول دور الأمثال في حياة البشر، راجعالآية 17 من سورة الرعد في المجلد السابع منهذا التّفسير.