اللّه، و الارتباط باللّه. و لا دليل علىحصر الآية برابطة الرحم.
بعض المفسرين ذهبوا إلى أن الآية تشير إلىقطع الارتباط بالأنبياء و المؤمنين، وبعضهم فسّرها بالارتباط بأئمة أهل البيتعليهم السّلام «1». و واضح أن هذه التفاسيرتبيّن جزء من المفهوم الكلي للآية.
3- علامة الفاسقين الثالثة هي الفساد: ... وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ.
و من الواضح أن يكون هؤلاء مفسدين، لأنهمنسوا اللّه و عصوه، و خلت نفوسهم من كلعاطفة إنسانية حتى تجاه أرحامهم، هؤلاء لايتحركون إلّا على خط مصالحهم و أهدافهمالذاتية الدنيّة، و لا يهمّهم على هذاالطريق أن يعيثوا في الأرض فسادا، ويرتكبوا كل لون من الانحراف.
و تؤكد الآية في الخاتمة أن أُولئِكَ هُمُالْخاسِرُونَ.
و أي خسران أكبر من تبديد كل القوىالمادية و المعنوية المودعة في الإنسانالرّامية لإسعاده، و إهدارها على طريقالشقاوة و التعاسة و الانحراف؟! نعم،هؤلاء الفاسقون الذين خرجوا عن خط إطاعةاللّه ليس لهم مصير سوى الخسران.
الآية المذكورة أعلاه، و إن تحدثت عن كلارتباط أمر اللّه به أن يوصل، إلّا أنالارتباط الرحمي دون شك أحد مصاديقهاالبارزة.
لقد أعار الإسلام اهتماما بالغا بصلةالرحم و بالتودّد إلى الأهل و الأقارب.
و نهى بشدّة عن قطع الارتباط بالرحم.
1- نور الثقلين، ج 1، ص 45، لمزيد من التوضيحفي هذا المجال راجع المجلد السابع من هذاالتّفسير ذيل الآية 21 من سورة الرعد.