امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 225
نمايش فراداده

مجموعة من التائهين ندمت على ما فعلته أشدالندم، و تضرعت إلى اللّه، فشمل اللّهسبحانه بني إسرائيل ثانية برحمته، و أنزلعليهم نعمه التي تشير الآية إلى بعضها: وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ.

و الظّل له أهمية الكبرى لمن يطوي الصحراءطيلة النهار و تحت حرارة الشمس اللّافحة،خاصة أن مثل هذا الظّل لا يضيّق الفضاء علىالإنسان و لا يمنع عنه هبوب النسيم.

يبدو أن الغمام الذي تشير إليه الآيةالكريمة، ليس من النوع العابر الذي يظهرعادة في سماء الصحراء، و لا يلبث أن يتفرقو يزول، بل هو من نوع خاص تفضل به اللّه علىبني إسرائيل ليستظلوا به بالقدر الكافي.

و إضافة إلى الظل فانّ اللّه سبحانه و فّرلبني إسرائيل بعد تيههم الطعام الذي كانوافي أمسّ الحاجة إليه خلال أربعين عاما خلتمن ضياعهم: وَ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمُالْمَنَّ وَ السَّلْوى‏، كُلُوا مِنْطَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ.

لكن هؤلاء عادوا إلى الكفران: وَ ماظَلَمُونا وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْيَظْلِمُونَ. و سنشرح «المن» و «السلوى»في البحوث الآتية.

بحوث‏

1- الحياة الجديدة بعد التحرر:

الامّة التي تتحرر بعد عصر من الذّل والاستضعاف و الاستعباد، لا تستطيع أنتتخلى تماما عن حالتها النفسية و الثقافيةالموروثة عن عصر الطاغوت، و لا بدّ من فترةبرزخية تمر بها كي تكون قادرة على إقامةحكم اللّه في الأرض، وفق معايير إلهيةبعيدة عن مؤثرات عصر الطاغوت.

و سواء امتدت هذه الفترة البرزخية أربعينعاما كما حدث لبني إسرائيل، أو